بقلم : خالد بنيصغي
رغم أن العالم استبشر خيْراً بنجاح أنواع التلقيح التي توصل إليها العلماء والباحثون، إلا أن الخوف لازال يسكن قلوب الناس بسبب ظهور طفرات جديدة من سلالات « فيروس كورونا» حيث تم العثور على سلالة الفيروس المتحور شديد العدوى الذي ظهر في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا والبرازيل في العديد من دول العالم ، وهو الأمر الذي أثَّرَ بشكل كبير على الاقتصاد العالمي من جهة ، وعلى الحياة العامة للإنسان من جهة أخرى ، ومن ذلك توقف الرحلات الجوية والبحرية والبرية بين العديد من دول العالم خوفاً من دخول هذه السلالات الجديدة إلى أوطانها أو انتشارها بشكل سريع جدّاً ، وهذا الأمر انعكس سلباً على حياة الإنسان بشكل مباشر بحيث لم يعد بالإمكان زيارة العائلات في الوطن الأم بالنسبة للمهاجرين ، وهو ما يؤثر نفسيا على هذه الفئة التي اختارت الهجرة إما طلبا للرزق أو العلم وغيرهما …
اجتمعت لجنة الطوارئ بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم « كاف» الإثنيْن الماضي بالعاصمة المغربية « الرباط» للبث في بطولة إفريقيا للناشئين « أقل من 17 سنة» التي كان مقررا لها أن تنطلق نهاية هذا الأسبوع بالمغرب ، ليتم البث بإلغائها نهائيا، بسبب استحالة إقامتها في ظل الظروف الصحية الحالية التي تعرف ظهور السلالات الجديدة لـ «كورونا» .
ما يلفت النظر في هذا الموضوع هو أن الإلغاء أتى قبل انطلاق البطولة الإفريقية بأقل من أسبوع ، فيما كانت المنتخبات المتأهلة تباشر تداريبها واستعداداتها للبطولة ، إلى أن اصطدمت بالإلغاء لهذه البطولة ، لكن يبقى القرار المتخذ من «كاف» بتنسيق مع المملكة المغربية قرارا صائباً ، فالصحة أولا وأخيرا ، و(ما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين )
يتواجد المغرب ضمن العشر الأوائل عالميا في نجاح عملية التلقيح التي تسير في ظروف جيدة وبطريقة احترافية يمكن تلخيصها في النقاط التالية :. تسخير الأطقم الطبية والإعلامية والرقمية عبر نظام دقيق ومضبوط ، وذلك ما يسهل عملية التلقيح ويجعلها في متناول المواطنين المستهدفين حتى الآن ( الفئة العمرية ) انطلاقا من أخذ الموعد الأول وحتى أخذ الحقنة الثانية، حيث بمجرد أخذ الحقنة الأولى يتم ضبط موعد الحقنة الثانية .
تنويع الأسواق العالمية في اقتناء جرعات التلقيح حتى يكون متوفرا بالشكل الذي يتم فيه تطعيم 80 في المئة من المجتمع المغربي ، خاصة أن المغرب أعطى الموافقة هذا الأسبوع باستعمال لقاحي «سبوتنيك الروسيي» و «جونسون أند جونسون» الأمريكي ، وهو ما سيمثل حلا رائعا إن شاء الله في ظل قلة توفر اللقاح حاليا في جل دول العالم .
تخصيص وحدة طبية متنقلة تستهدف تلقيح الفئة طريحة الفراش من المغاربة، وهو الأمر الذي ترك استحسانا لدى الرأي العام الوطني الذي ينظر بعيْن الرضا لمجهودات المملكة المغربية التي جعلته يتبوأ هذه المراتب المتقدمة في عملية التلقيح عن جدارة واستحقاق..
دمتم بود .