بقلم: تيماء الجيوش
احتفلنا منذ أيام بيوم أو عيد المرأة العالمي و الذي يُصادف الثامن من آذار/ مارس من كل عام. و لعل الكلمة التي ألقتها السيدة مريم منصف ، وزيرة شؤون المرأة في الحكومة الكندية هي من الأهمية بمكان لأن تُقرأ فهي تتوجه بها لنا جميعاً ، نحن أهل كندا و تُسلط الضوء على كيفية المضي الى الأمام بالحركة النسوية و حقوق المرأة في ظل الوباء العالمي كوفيد ١٩ و اثاره و معالجة المرحلة التالية لانحساره و بكل ابعاده. و متابعة أعمال مؤتمر Canada’s Feminist Response and Recovery Summit
هي كلمة جديرةً بأن تُقرأ ، هي عنوان مرحلة قادمة تتطلب جهود مجتمعٍ بأكمله يحترم المرأة و يُقّدر كل التقدير حركته النسوية، إليكم نص الكلمة بالعربية حيث قمت بترجمته.
بداية الكلمة:
«منذ عامٍ، في العام 2020 ، كنا نُهيئ أنفسنا لسنة مفصلية في حركة تعزيز حقوق المرأة ومساواة الجندر في كندا والعالم أجمع.
أحتفلت كندا بالذكرى السنوية الخمسين للجنة الملكية و مكانة المرأة ،كما واحتفلت بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين للمؤتمر العالمي الرابع الخاص بالمرأة وإعتماد إعلان ومنهاج عمل بيجين، والذكرى الخامسة لاعتماد خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
لكن و عوضاً من الاحتفال بالنجاح الذي تمّ إنجازه في تحقيق أهداف الدعائم الأساسية لهذا التقدم، جلب العام ٢٠٢٠ الوباء العالمي (COVID 19) و الذي مثّل تحدياً جدياً بعد عقودٍ عديدة من عمل الحركة لتحقيق مزيدٍ من مساواة الجندر.
يُعدُّ الوباء(Covid 19) من أشد أزمات الصحة العامة خطورةً و التي واجهتها كندا. هذا الوباء أدى الى زيادة كبرى في الفجوات الاساسية في مجتمعنا و كان أيضاً ذو تأثيرٍ متباين /غير متوازن على الفئات الأكثر تهميشاً، ضعفاً و صراعاً في المجتمع.
في هذا اليوم العالمي للمرأة ، نحيي النساء العاملات في الصفوف الأمامية في مقاومة الوباء COVID-19 ونُدرك تماماً أن النساء من أصولٍ عرقيةٍ معينة هنّ الأكثر تأثراً/ ضرراً من هذا الوباء.
لقد واجهت النساء خسارات فقدان العمل ، كما وعملت الكثيرات منهن و بشجاعة في الخطوط الأماميةلهذه الأزمة في مجتمعاتنا ، أو تحملن عبء أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر في المنزل.
و جراء الوباء النساء كنّ الأبطأ في العودة إلى سوق العمل مقارنةً بنظرائهن الرجال، بل ولا تزال المرأة تواجه التحديات التي تهدد المكاسب التي تحققت بالعمل المضني و الدؤوب للنساء في كندا.
منذ البداية ، كانت استجابتنا للوباء موافيةً و نسوية مع تركيزٍ مطابقٍ لتقاطعاتٍ برزت، وضمان أن استجابتنا توفر الدعم لمن هم في أمس الحاجة إليه.
كما و يجدر بالذكر أنه تم الإشادة بكندا من قبل منظمة CARE الدولية على أنها تمتلك الخطة الاكثر إستجابة للنوع الاجتماعي من حيث للتصدي للوباء COVID 19
طلبنا من الناس البقاء في المنزل للحفاظ على السلامة والأمن لنا جميعاً، لكننا أدركنا أيضًا أنه ليس كل منزل آمن. لهذا السبب تحديداً خصصنا 100 مليون دولار وذلك للتمويل الطارئ للمنظمات التي تقدم خدمات لضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي وتدعم النساء والأطفال في جميع أنحاء كندا. لقد ساعدنا أكثر من 1500 منظمة في إبقاء أبوابها مفتوحة خلال هذا الاوقات الحرجة.
لقد وضعنا برامج ومبادرات لدعم زيادة مشاركة المرأة في الاقتصاد ، واستثمرنا الملايين لدعم رائدات الأعمال ، ومساعدتهن على تكييف أعمالهن لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية. وبهدف ضمان مشاركة المرأة بشكل كامل في القوى العاملة ، التزمت حكومتنا أيضًا بوضع خطة عمل للمرأة في الاقتصاد والعمل على إستثمارٍ ضخمٍ وطويل الأمد ومستدام لإنشاء نظام للتعليم المبكر ورعاية الأطفال في جميع أنحاء كندا. بأسعار معقولة لا تُشكّلُ عبئاً وشاملة وعالية الجودة.
في معرض استمرارنا بمواجهة تأثيرات الوباء ، فإن عملنا لا يزال أيضاً مستمر في دعم الحركة النسوية الناشطة في كندا.. منذ عام 2015 ، قمنا بزيادة الدعم المالي للمنظمات النسوية والمنظمات التي تسعى إلى تحقيق المساواة بأكثر من خمسة أضعاف. هذا العام قمنا بتقديم اكثر من 100 مليون دولار لهذه المنظمات ، على وجه التحديد لدعم النساء والفتيات المحرومات والضعيفات ، مما جعل حكومة كندا الممول الأول للمنظمات النسوية في البلاد. وفي كل عام ، يخدم عمل هذه المنظمات أكثر من ستة ملايين كندي.
نحن لا زلنا ماضون في معالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي بجميع أشكاله. نحن نمضي في بناء استراتيجية منع العنف الجندري، والتصدي له ، وفي تطوير خطة عمل وطنية عامة بشأن العنف الممارس و المُستند على النوع الاجتماعي ، مع التأكيد على أن أي فردٍ يواجه هذا العنف ستتوفر لديه إمكانية الوصول الى الخدمات، المصادر الموثوق بها و الحماية وفي الوقت المناسب .
نحن نعمل أيضًا مع شركائنا من السكان الأصليين في التحضير للتقرير النهائي للتحقيق الوطني في المفقودات من النساء والفتيات من السكان الأصليين ومعالجة الآثار غير المقبولة وغير المتناسبة للعنف الموجه ضد النساء والفتيات من السكان الأصليين والأفراد ثنائيي الروح.
اليوم وغدًا ، تستضيف حكومة كندا قمة الاستجابة النسوية والتعافي الكندية Canada’s Feminist Response and Recovery Summit للتركيز على الخطوات التي يمكن للحكومات والمجتمع المدني وجميع الكنديين اتخاذها لضمان مواجهة شاملة والتعافي من الوباء الذي لا يترك أحدًا خلفه .
آمل أن يثير هذا الحدث سلسلة من المحادثات المماثلة للبحث في مجلس الوزراء ومجالس الإدارة بل وطاولات الطعام في منازلنا وفي جميع أنحاء البلاد. نحن لدينا جميعًا أدواراً نؤديها لضمان استجابة شاملة والتعافي من الوباء(Covid 19)- ونحتاج إلى العمل معًا لإنجاز ذلك.
اليوم وفي الأسابيع المقبلة ، أدعوكم للانضمام إلى هذه المحادثات باستخدام Feminist Recovery على وسائل التواصل الاجتماعي للتعرف على مساهمات النساء من خلال هذا الوباء والتعهد بدعم التعافي الشامل من آثاره في مجتمعنا». انتهت كلمة السيدة مريم منصف.