بقلم/ أسماء أبو بكر
يعتبر شارع المعز من أعظم الشوارع التى تحتضن أثار العهد الفاطمى والأيوبي والمملوكى والعثمانى، ومن أعرق شوارع القاهرة الفاطمية،
هو شارع المعز لدين الله الفاطمى، أو”شارع المعز”كما يعرف الآن، والذي أطلق عليه الرحالة والمؤرخون”الشارع الأعظم”، وشارع القاهرة، حيث يعتبر شارع المعز من أهم مناطق القاهرة الإسلامية الذى يندرج تحت مواقع التراث العالمى، “اليونيسكو من عام 1979”، وأحد أقدم شوارع القاهرة التاريخية.
ويعد شارع المعز أكبر متحفا مفتوحا للآثار الإسلامية في العالم ويتراوح طوله ما بين كيلو متر، من شارع الأزهر إلى باب الفتوح،الذي يقع في منطقة الأزهر بحى وسط القاهرة، ويتميز شارع المعز أنه مزاراً أثريا وسياحياً ليس له مثيل في العالم، كما أنه يعد سوقا تجاريا يتردد عليه مئات الآلاف يوميا ،ويرجع تاريخه إلى عام 969م، وسُمي بهذا الاسم نسبة إلى المعز لدين الله الخليفة الفاطمي الذي أرسل قائده “جوهر الصقلي” إلى مصر عام 358هـ – 969م، لتصبح مصر منذ ذلك التاريخ وحتى عام 567هـ – 1171م تحت الحكم الفاطمي.
ويبدأ الشارع من باب الفتوح منتهياً إلى باب زويلة، وبالإضافة إلى أنه يضم طرزاً لجميع الأشكال المعمارية الإسلامية والحربية والدينية والاجتماعية.
الى جانب أنه مركز إبداعى فنى مفتوح لما يشهده من فاعليات فنية وثقافية، فهو الشارع التراثي الذي يحمل عبق القاهره الفاطمية..
كما يعتبر شارع المعز عصب مدينة القاهرة منذ نشأتها، ويمثل المحور الرئيسي للقاهرة التاريخية، فهو أقدم شارع في مصر يرجع عمره أكثر من الف عام، ويضم بين جنباته 33 أثراً متنوعاً، وتتركز به أغلب الخدمات الحرفية والتجارية، وأهم المعالم الأثرية والتاريخية، ويضم كوكبة من أجمل الآثار الإسلامية في العالم يصل عددها إلى 29أثرا،وتلك الأثار تنفرد برونق خاص من حيث جمال ودقة وتنوع وضخامة العمارة والزخرفة، تلك التى تزخر بالروحانيات والجمال الذي يشهد ببراعة وروعة الفنان والمعمارى المسلم والتى تتميز بمساجدها وجوامعها الشامخة، بل تضم أيضا مدارس ومدافن وأسبلة وكتاتيب وقصوراً، ومن بين تلك الآثار ما يرجع إلى العصر الفاطمي ومنها ما يرجع إلى العصر الأيوبي والعصر المملوكي.
ويضم شارع المعز آثارًا إسلامية تعود إلى 6 عصور مختلفة بداية منذ العصر الفاطمي ثم العصر الأيوبي، مرورًا بالعصر المملوكي ثم العصر العثماني وصولًا إلى عصر محمد علي باشا.
ومن الآثار التاريخيه العظيمه في شارع “المعز” باب الفتوح هو أحد أبواب سور القاهرة،والذي بني عام1087 م على يد جوهر الصقلي، ثم جدده الأمير بدر الجمالي فجعله في موضعه الحالي في مدخل شارع المعز لدين الله الفاطمي بجوار جامع الحاكم بأمر الله، وزاوية أبو الخير الكليباني”وتقع هذه الزاوية في الشارع المسمى بأبي الخير الكليباتي والمتفرع من شارع المعز لدين الله بالجمالية في القاهرة،والتى بنيت في عهد الخليفة الفاطمي الظاهر لاعزاز دين الله. والتى أنشئت سنة 927 ويوجد بالقرب منها ضريحه،والدرب الأصفر،وسبيل وكتاب عبدالرحمن كتخدا،أحد أهم معالم شارع المعز (القاهرة) والتى بنيت على طراز يمزح بين العمارة العثمانية والمملوكية،وبأسلوب يجذب انتباه المارين في الشارع والذي صممه مهندسا مصريا يدعى عبدالرحمن كتخدا، وانتشرت الأسبلة والكتاتيب بالقاهرة في تلك الحقبة،
ومنها سبيل “محمد علي” بالنحاسين، والذي تم تحويله إلى متحفا رائعا يحكي قصة النسيج على مر العصور، بدءاً من العصر الفرعوني، وحتى العصر الحديث”، هذا المتحف يعتبر فريداً من نوعه في العالم ، لأنه يبرز تطور صناعة النسيج وفنونه التي اختلفت من عصر إلى عصر آخر، وكان النسيج المصري دوماً يحظى بإقبال كبير في كل مكان في العالم..
ومجموعة السلطان قلاوون التى تم ترميمها، وذلك من خلال سيمفونية عمل رائعة قام بها فريق المرممين والمهندسين المعماريين، حيث استطاعوا بمهارة فائقة أن يعيدوا للأثر جماله الذي كاد أن يختفي تحت غبار السنين.وقصر الأمير بشتاك، الذي يعتبر نموذج فريد للعمارة المدنية في العصر المملوكي والذي أنشأه الأمير سيف الدين بشتاك الناصري أحد أمراء الناصر محمد بن قلاوون الذي قتل بمكيدة من الأمير قوصون أثناء حكم السلطان الأشرف علاء الدين كجك ، ومدرسة السلطان الكامل، وحمام انيال، الذي يرجع إنشاءه لعام 861هـ/1456م، والذي شيد ليؤدى وظيفة إجتماعية، ومجموعة السلطان برقوق، التى بنيت على الطراز الاسلامى الأصيل والذي يرجع إلى أوائل عصر المماليك الجراكسة، وتضم المجموعة مسجد ومدرسة وخانقاه وقبة ضريحية بناها السلطان الظاهر برقوق وذلك عام768هـ -788هـ (1384-1386م )وكان أول منشأة معمارية تبنى في دولة المماليك الجراكسة،ومسجد الناصر محمد، ومدرسة الظاهر بيبرس، وأسست هذه المدرسة خلال العصر المملوكي عام (660-662هـ – 1262-1263م) ، في شارع المعز ملاصقة لمدفن الصالح نجم الدين أيوب، وتعتبر هذه المدرسة من أكبر المدارس في العصر المملوكي، ومدرسة وقبة الصالح نجم الدين أيوب أو المدرسة الصالحية التى تعتبر من أشهر مباني القاهرة الأثرية، والتى بنيت عام 641 هجرية الموافق 1243-1244م.أنشأ هذه المدرسة الصالح نجم الدين أيوب سابع من ولى ملك مصر من سلاطين الدولة الأيوبية، وأقامها على جزء من المساحة التي كان يشغلها القصر الفاطمي الكبير وأتم بناؤها عام 641 هجرية الموافق 1243 /44 م،وسبيل وكتاب خسرو باشا،الذي يقع أمام مجموعة السلطان قلاوون، ويعتبر أقدم الأسبلة العثمانية الباقية بمدينة القاهرة. ورغم إنشاء هذا السبيل في العصر العثماني إلا إنه يُعد امتداداً للنموذج المحلي المصري في تخطيط الأسبلة، وهو مستقل وغير ملحق بأبنية أخرى، وسبيل وكتاب نفيسة البيضاء أو سبيل وكتاب نفيسة خاتون يقع في حي الغورية بجوار باب زويلة، ويرجع تاريخ الإنشاء إلى (1211 هـ، 1796م)، ويُنسب اسم الوكالة والسبيل إلى صاحبتهما نفيسة البيضاء، وكانت جارية شركسية اشتهرت باسم نفيسة البيضاء نسبة إلى لون بشرتها، وجمالها الذي أخضع علي بك الكبير فتزوجها، وبعد وفاته تزوجها مراد بك، وعاشت معه قرابة العشرون عامًا، إلى جانب منطقة بيت القاضي. ويحوي شارع المعز كثيراً من المساجد الشهيرة في القاهرة الفاطمية مثل مسجد الحاكم بأمر الله،الذي بنى عام 380 هـ في عهد العزيز بالله الفاطمي الذي بدأ في عام 379هـ في بناء مسجد آخر خارج باب الفتوح ولكنه توفى قبل اتمامه فأتمه ابنه الحاكم بأمر الله 403هـ لذا نسب إليه وصار يعرف بجامع الحاكم بأمر الله.ومسجد سليمان أغا السلحدار، مسجد وسبيل وكتاب سليمان أغا السلحدار (1255هجرية / 1839م ، وهو أحد المساجد التي انشئت في عصر محمد علي في مصر ، يقع عند بداية حارة برجوان بشارع أمير الجيوش (المعز لدين الله). ومن ناحية اخرى في امتداد شارع النحاسين من ميدان باب الشعرية، ومسجد السلطان الكامل، ومسجد السلطان برقوق، ومسجد وسبيل علي المطهر، ومسجد الأشراف برسباي…
وتعتبر مصر من أهم الدول التى تحتضن العصور المختلفة،بداية من العصر الفرعوني والعصر الإسلامى إلى العصر الحديث.
ومصر هيا أول كلمة في كتاب التاريخ، وأول موقع في كتاب الجغرافيا،ومصر ليس كما قال المؤرخ اليوناني هيرودوت “ مصر هبة النيل”بل مصر هبة النيل والمصريين، فالمصريين هم من صنعوا هذه الحضارة العظيمة التى علمت كل المتعلمين.
فكل شئ يخشي الزمن، ولكن الزمن يخشي الأهرامات فهذه هي مصر…