بقلم: عادل عطية
كم من مرة، نلتقي في رحاب الصوم والنسك والزهد، وفي فضائية الصلاة للواحد الأحد!
فهل نلتقي، معاً، معترفين بأمانة وصدق، بالفوارق القائمة التي تفصل بيننا؟..
فالمسجد ليس الكنيسة!
والقبلة الإسلامية في مكة، غير التوجه المسيحي نحو جهة الشرق!
وإن المسجد سيستمر، والكنيسة ستستمر.. كل منهما على تقاليده المنفصلة، بلا مواربة!
ستبقى الصلاة، وسيبقى القداس!
ستبقى الفاتحة، وستبقى الصلاة الربانية!
سيبقى يوم الجمعة، وسيبقى يوم الأحد!
كل في مسيرته سيراً منفصلاً في غير اتصال، ومستمراً في غير انقطاع..
“فلكم دينكم ولي دین”!
لكن سيبقى الباعث الأكثر اشتراكاً بيننا:
الأشواق والحنين في قلوب المسيحيين والمسلمين نحو الله!
فبهذا التعبد المشترك لله، بكل أحاسيس الوقار والخشوع والتلهف، نتخطى الفوارق المتسعة، فيما يتعلق بأوضاعنا الدينية، وننتصرعلى التفريق بيننا في الروح، والعقل، والحياة!
ألسنا مواطنين شركاء في أمة واحدة، وزملاء وشركاء في عالم واحد؟..
أليست مشاكل هذا العصر وأثقاله: الفقر، وعدم المساواة، والعنصرية، والحرب، والاستغلال، والعنف، والتنافس، وانفجار السكان، والظلم، والخوف، والنفي، والمجاهدة.. أليست هذه كلها اختبارات متبادلة، ومشاكلنا المشتركة؟..
ثم ألسنا أيضاً، عبر المجالات الدينية: زملاء في المدارس، والمستشفيات، والجامعات، والأندية، والقرى، والمدن، والواجبات، والآمال؟..
ألسنا كلنا في دنيا الفناء، سواء؟..
أليست لنا قلوب، وواجبات، ومشاكل ومسئوليات، وهي لا تختلف فينا، رجالاً كنا أم نساء بسبب اختلاف أسمائنا؟..
،…،…،…
كل هذه الأشياء تزيد كل إحساس بالمعاني المشتركة بيننا، وتدعونا إلى تفتيح القلوب، وقبول الآخر!…