بقلم: ماريان فهيم
لايمكن ان ننكر ان في مصر معضلة امنية فمن الصعب ان نسيرخلف كل مواطن لنراقب تحركاته حتي يثبت حسن نيته ،ومن الصعب معاينة جميع السيارات التي تسيرفي شوارع مصر ومن الصعب فحص شوارع وازقة المحروسة يوميا لضمان خلوها من اى اجسام غريبة وكل هذا يستغله المندسون لتنفيذ هجماتهم التي تزداد شراسة بمرور الوقت
ومن مفردات هذه المعضلة اننا لايمكننا ان ذبح الاخوان جميعا باعتبارهم فصيل خائن وجماعة ارهابية حتي لا ينتهز اعدائنا في الخارج من ذلك فرصة للتدخل الدولي او حتي فرض احكام على مصر ،كما ان فكرة القبض على الاخوان والزج بهم في السجون درب من دروب الخيال بسبب كبراعدادهم ، وبدون ذكر ارقام او التهويل والقول بان “ نصف البلد اخوان” ولكن كم مصري قامت الجماعة تجاهههم بدور الدولة وكان لها الفضل في تعيينهم وتسكينهم وتزويجهم ورعايتهم اجتماعيا وصحيا واسريا ،ومن ثم كم مصري يدين بالولاء المطلق للجماعة
ولا يخفي عليكم ان الجماعة تتخذ من المواطنين دروع بشرية لحمايتها وهذه هي العقبة التي تمنع قواتنا المسلحة من دك حصون العدو وتطهير سيناء، كمان انهم يجدون في الازدحام الذي تعاني منه مصر باكملها وخاصة العاصمة ملاز يضمن نجاح مهامهم، هذا بالاضافة الى ان تلال القمامة التي تملأ الشوارع وتعد افضل ساتر لمتفجراتهم التي يزرعوها هنا وهناك.
والخلل الامني الذي نعاني منه يرفع الروح المعنوية للجماعات الارهابية، فما معني ان يعلن الارهابيين متابعة تحركات النائب العام على مدارشهر قبل تنفيذ العملية ، ومنذ ان بدأت العمليات الارهابية على مصر ومازالت اجهزتنا تعاني من ارتباك شديد في مواجهة الحوادث فما معني ان يقوم المواطنون بجمع اشلاء الإرهابيين الذين لقيا مصرعهما جراء انفجار سيارة محملة بمادة “TNT”، قبل وصولها لقسم ثان أكتوبر لتنفيذ عملية إرهابية ،وما معني ان يحتفظ مواطن بقطعة من السيارة الملغومة المسئولة عن تفجيرات السفارة الايطالية اليست هذه احراز تفيد في كشف الجناة!.
ونظرية “ كله تمام “ والتي تعمل تحت مظلة “ربنا يستر” فضحها الارهاب وبينما يخرج المسئولين في المناسبات للتصريح برفع حالة الاستعداد الامني الى “ج” الحوادث تكشف اننا حتي نفتقد الدرجة “أ” ، واننا لا نعيش الا في موقف رد الفعل
ومن اهم المغذيات للمعضلة الامنية التي اتحدث عنها ضرب الروح المعنوية للشعب فنجد وكيل جهاز امن دولة سابق يقول :” لا توجد قوة على وجه الارض تستطيع منع حوادث الارهاب الغاشم و القضاء على تفجيراته”
وتنهال علينا الكثير من الاقتراحات من يطلب التعاون واستبدال المعلومات مع إسرائيل ، ومن ينادي بتعاون خليجي روسي ، ومن يظن انه لابديل لطلب قوات دولية لحل الازمة ، فيما يري اخرون ان فرض الاحكام العرفية هو انسب الحلول وغيره يعتبر ان انتهاء الازمة سيكون علي يد قانون مكافحة الارهاب المثير للجدل او يقول انه لابديل للضرب بيد من حديد على كل ارهابي ، فيما يبدو اننا نحتاج ابتكار امني غير موجود بالمرة …