بقلم: خالد بكداش
نتابع جميعاً المهزلة التي تحدث في الانتخابات الأمريكية الحالية بين مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب و مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون .. حيث أنهما و بكل مناظرة يلتقيان بها يقومان بتقديم فقرة كوميدية هزلية تبدأ بتوجيه الاتهامات المتبادلة لبعضمها البعض حول الكثير من القضايا الهامة و الحقيقة أنهما لا يهتمان لرأي الأخرين بل إن أعظم ما يفعلونه هو الدفاع كل واحد عن نفسه أمام الأخر
و بهذا يحولان المناظرة إلى مسرحية كوميدية لا تختلف منصتها عن خشبة المسرح إلا بشيء واحد فقط ألا و هو طبيعة الحضور.
والجمهور الذي يتابع تلك المناظرات جمهور مختلف الثقافات و مختلف الجنسيات و مختلف الديانات و جل اهتمامه هو من سيكون الرئيس القادم لأعظم دولة في العالم .. من سيكون الدكتاتور القادم لأكثر دولة تعاني من انعدام الحقوق و الحريات .. انهم يتابعون لأنهم مهتمون بالكثير من التفاصيل الدقيقة التي تتوقف عليها قرارات هذا الرئيس القادم .. و من أهم هذه التفاصيل مسألة الحرب ضد الارهاب و تفجير منطقة الشرق الأوسط تحت بند محاربة الارهاب .. أيضاً مسألة ايران و التهديدات النووية للعالم و الخلاف مع روسيا بأحقية الهيمنة على موارد و خيرات الشرق الأوسط .
المشكلة في هذا سيداتي و سادتي أن العملية الانتخابية هي مسألة ترويجية ، إعلانية عن مدى الحرية
و الديمقراطية التي يتمتع بها المواطن الأمريكي و هي دعاية رخيصة عن مدى شفافية الحكومة الأمريكية في عرض كامل القصة على الشعب الأمريكي و شعوب العالم .
الأمر الذي استغرب له كثيراً هو أن الإعلام العربي و خاصة الإعلام الخليجي يركز بشكل أساسي على هذه الانتخابات ، مع أنهم يعلمون النتيجة مسبقاً .
لا تسألوني كيف أعرف من سيربح هذه الانتخابات لأنها مسألة واضحة تماماً فمن يملك المال يملك القرار .
و ليس من شيء أضيفه إلا هنيئاً للشعب الأمريكي أول سيدة رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية .