أجرى الحوار: فريد زمكحل
عزيزي القارئ، في حوار اليوم أو في حواري لهذا العدد قررت أن أتوغل قليلا في السيرة الذاتية لباحث وكاتب وشاعر كان مغرما بجمع الكتب والتحف والآثار والتسجيلات الموسيقية النادرة بالاضافة لاهتمامه الكبير بعالم الصور ولغة الصورة!
رجل عاش فقيراً ومات أشد فقراً رغم ما تركه خلفه من مخطوطات ثقافية وعلمية على درجة كبيرة من التميز الإبداعي والثراء المعرفي!
رجل رحل بصمت وشاءت الأقدار أن يعود مرة أخرى إلى الحياة من خلال جهود بعض المخلصين له ولانجازاته وعطاءاته الفكرية المتميزة، وبالتحديد من خلال الجهود المضنية الذي بذلها تلميذه الدكتور ناهد كوسا ومازال يبذلها لتتبع آثار كل ما خلفه استاذه الراحل مؤلف أكبر موسوعه للادب المقارن في العالم العربي.. الشاعر الباحث المغفور له العلاَّمة محمد خير الدين بن عمر رسلان الأسدي!
ولهذا ومن اجل كل هذا كان لابد لي من القيام بهذا الحوار مع التلميذ ناهد كوسا لمعرفة المزيد من الأسرار التي أحاطت بحياة هذا الرجل العلاَّمة الأسدي لإلقاء الضوء عليها وعلى مسيرته .. مع سبق الإصرار والترصد!
س: ما السر وراء اهتمامك غير العادي والممكن وصفه بالمفاجئ باستاذك العلاّمة الراحل خير الدين رسلان الأسدي في الوقت الحاضر بالتحديد؟
ج: أولاً يسعدني ويشرفني وجودي اليوم في مكاتب جريدة “الرسالة” التي تعكس الصورة الصحفية المشرفة لما يجب أن تكون عليه الصحافة العربية والعمل الصحفي الاحترافي في بلاد المهجر وهذا طبيعي باعتبارها الصوت الرسمي للجمعية المصرية الكندية للفنون والثقافة والسياحة والاعلام ومنظمة الكتَّاب الكندية-الأفروآسيوية إلى آخره..
والحقيقة ربما يُعيدني وجودي في المهجر إلى استعادة بعض الذكريات واستعادة الذكريات تعني بالنسبة لي ذكريات الطفولة والشباب خاصة وجميعنا يتذكر اساتذته الذين درسونه حينما كنا صغاراً وكان الأستاذ الأسدي كغيره من أساتذة هذا الزمان الذي ننظر إليهم نظرة عادية جداً إلا أن الأستاذ الأسدي تميز عن غيره بتلك البصمة التي تركها عند طلابه خاصة في طريقة وأسلوب الإلقاء ومن الممكن القول كواحد من تلاميذه بأن الحظ أو النصيب قد أتاح لي فرصة مرافقة الأستاذ الأسدي والتعرف على بعض خصوصيته عن قرب، خاصة حينما قصدني لمساعدته في حمل بعض الكتب لتوصيلها مرتين من المدرسة إلى منزله التي تعجز يده الوحيدة اليتيمة في حملهم مع حمله لحقيبته الخاصة. وخلال هذه الرفقة الخاصة علاوة على معرفتي السابقة به من خلال الصف تعرفت على أشياء جديدة عن شخصية هذا الرجل من خلال مشاهدتي المستمرة لمعاملاته مع الغير ومعاملات الغير معه طريقة تفكيره من خلال نظرته للغير ونظرة الغير له، وازدادت هذه المعرفة برؤيتي لبيته من الداخل ومحتويات هذا البيت الباقي إلى اليوم في ذاكرتي من آخر مرة قمت فيها بزيارته وانتابني خلالها شعور غريب للغاية مفاده أن صاحب هذا المكان شخص يستعد للرحيل عنه، وبالفعل وبعد مضي حوالي 20 عاماً تبين لي أنه كان فعلاً يستعد للرحيل في ذلك الوقت حيث قام بالفعل بترك بيته بعد آخر زيارة لي لهذا البيت بفترة وجيزة جدا حيث التحق بالمبرة الاسلامية، وهي عبارة عن دار للمسنين الذين لا يستطيعون ولايملكون القدرة الذاتية على الاعتناء بأنفسهم حيث وافته المنية بعد دخوله إليها بعام واحد فقط.
هذه الذكرى التي بقيت برأسي تم احيائها من جديد وقت استمعت أثناء وجودي في باريس أن جامعة حلب قد أصدرت موسوعة الأسدي وهنا اخذتني الذكريات إلى الوراء لأستعيد مشهد رؤيتي لاستاذي وهو يكتب ويكتب ويكتب على اوراقه البيضاء بدون انقطاع تارة بقلمه الرصاص وتارة بقلم أحمر .. مع جهلي للاسف بما كان يكتب وعدم معرفتي له في هذه السن الصغيرة ليبقى في الذاكرة الورقة والخط والقلم .. وقد قيل منذ فترة وجيزة أو قريبة أنهم عثروا على بعض أوراق بخط الأسدي وتعجبت حين قام بعض السكان الحلبيين باختيار شخصي المقيم في كندا لسؤالي عن صحة هذه الأوراق من عدمه وما إذا كانت هذه الأوراق بالفعل بخط الأسدي أو لا! وهي بالفعل للأسدي . وكنت فخور جداً حين سألني أحد الصحفيين السوريين الكبار عن صحة بعض الرسائل معرباً عن ثقته في شخصي وقال لي بالحرف : فقط اجبني عن صحة هذه الرسائل بنعم أو لا وهو يرجوني، والإجابة كانت بانها ليست للأسدي ولا تمت له بصلة.
س: من سياق كل ما ذكرته في هذا الصدد أري أنه بات من واجبي سؤالك مرة ثانية عن ما تقوم به في هذا الخصوص وهل هي محاولة جادة من التلميذ كوسا لاعادة اكتشاف استاذه الأسدي وكشف النقاب عن كل ما أحاط به وبمسيرته الانسانية في كواليس الفكر والشعر والأدب المقارن؟
ج: بعد قراءة مستفيضة مني لموسوعة خير الدين الأسدي تبين لي أن ما نشر ليس كل ما يجب ان تتضمنه هذه الموسوعة وبأن هناك حوالي الثلث من هذه المجموعة التي تضم 7 مجلدات وهو ما يعني غياب ما يقدر بثلاث مجلدات أخرى عن هذه المجموعة حتى يتم استكمالها بالكامل والسؤال هنا أين هي هذه المجلدات؟ هل هي مختفية أم مخفيه أم مستبعدة لسبب ما .. لا أعرف ولا أحد يعرف.
ولكن هناك تأكيد بأن هناك ما يسمى ذيل الموسوعة وهو مختفى عن الأنظار، وفي لقاء مع بعض الأشخاص الذين قاموا بحضور مزاد خاص بمقتنيات الأسدي بعد وفاته أكدوا على وجود هذه الأوراق في المزاد وهم من الأشخاص الموثوق بهم جداً ولهم مكانة مرموقة في المجتمع ولايزالون على قيد الحياة .. وما أذكره اليوم في هذا الخصوص شاهده البعض في بيت الأسدي ذاته في العام 1971.
وعملية إحياء الأسدي ليست بالأمر السهل خاصة بعد سؤالي لبعض سكان حلب عنه حيث اكتشفت بأنه كان مجهولاً للكثيرين منهم إن لم يكن لأغلبهم .. ومعرفتنا له كانت ومازالت من بعض أصدقائه من المقربين والمهتمين أو المشتغلين والمهمومين بالثقافة والأدب والشعر.
ولتأكدي من ندرة وجود علاَّمة على قدر هذا الرجل في العقود الأخيرة قررت الاهتمام بفكر هذا الرجل وبمنجزه العظيم وذلك من خلال تعريفه للعامة بعد أن وهب حياته في جمع وتوثيق التراث اللامادي .. التراث المنطوق أو المحكى بالاضافة إلى ذلك وبعد مراجعة دقيقة في دواوين العالم العربي تبين أن ما فعله الأسدي هو الأول من نوعه في العالم العربي وحتى اليوم وهو ما يمكن اثباته من خلال الانترنيت .. فهي المرة الأولى لكاتب وأديب وشاعر أن يقوم بتوثيق الحديث المنطوق من جميع الأعمار السنية من كافة أطياف المجتمع .. خاصة وقد عاشر اليهود والمسيحيين وكبار شخصيات الأنتداب الفرنسي وعاشر الكثير من رجال الدين المسيحي والإسلامي فتخطى في بحثه حدود الكلمات إلى ما وراء الكلمات من حيث الجذور التي تمتد إلى ما قبل ظهور اللغة العربية سواءاً الآرامية أو الحوثية أو السومرية أو غيرهم من اللغات واللهجات المتنوعة والمختلفة من خلال الحضارات التي تداخلت على هذه الأرض.
س: جاء في سيرته الذاتية بأنه كان غير حامل لآي نوع من الشهادات الدراسية .. بينما في مكان آخر نجده حاصل على رتبة “الرشدية” وهي ما تعادل حصوله على شهادة الثانوية العامة .. كيف تفسر لي هذا التناقض خاصة وفي جزءه الأول يتشابه مع الحالة التي توقف عندها الكاتب والأديب والباحث الكبير الراحل الأستاذ عباس محمود العقاد وهي مرحلة الشهادة الابتدائية .. فهل لديك تفسير لهذا الخطأ؟
ج: في عهد الأسدي وخاصة في مرحلة طفولته لم تكن المدارس متوفرة أو موجودة بشكلها الحالي وبالتالي كان معظم طالبي العلم يذهبون إلى ما يعرف بالكتَّاب والأسدي كان واحد من الدارسين في هذه الكتاتيب التابعة للمساجد والسبب في ذلك يعود إلى والده الشيخ عمر رسلان وكان رحمه الله مدرساً للغة العربية في المدرسة الرضائية (مسجد العثمانية) ومن المعروف أن مثل هذه الكتاتيب لم تكن تمنح شهادة علمية أو دراسية بقدر ما كانت تمنح ألقاب، وفي عهد الأسدي كثيرون من جيله حصلوا من العلم ما تحصل عليه الأسدي بنفس القدر والنوعية وشغلوا العديد من المناصب الحيوية المهمة في الدولة وهو ما لم يتمتع به الأسدي أو يحصل عليه على الرغم من حصولهم جميعاً على نفس القدر من التعليم، وهو ما يحتاج إلى تفسير في الحقيقة ويتطلب الكثير من البحث للوصول إلى هذه الحقيقة المجردة والرد عليها بوضوح.
س: ما هو السر في تقديرك وراء اهتمام الحكومة السورية وقيامها بمنح وسام الأستحقاق للعلاَّمة الأسدي سنة 1984 أي بعد 13 عاماً من رحيله؟ وهل يعني هذا محاولة صريحة من جانب الدولة في تصحيح هذا الخطأ الكبير الذي نال من حق الراحل القدير في الحصول والتمتع بمكان ومكانة أفضل أثناء حياته؟
ج: لا يزال هناك ناس يسعون للخير والأسدي كان محاطاً بأناس مخلصين.
س: كيف وهو عاش وحيداً ومات وحيداً .. وبيعت جثته لطلاب كلية الطب بخمسة وعشرين ليرة سورية في ذلك الوقت .. فأين كانوا هؤلاء المخلصين من هذا كله؟
ج: للجواب هنا أكثر من شق .. الأسدي كان وحيداً وكان يطلق على منزله اسم الصومعة بمعنى أنه كان يتمتع بحياة خاصة تتفق مع وحدة أو خلوة اختارها لنفسه باعدت بينه وبين الناس وربما كان ذلك لأنه لم يكن متزوجاً .. وعندما ذهب إلى المبرة الاسلامية أو دار المسنين انعزل مرة أخرى عن أهله وأصدقائه بسبب بعد المكان وعدم وجود مواصلات في ذلك الوقت يتيسر عملية التواصل فيما بينه وبين هؤلاء الأصدقاء، والسبب الثاني في تقديري هو أن يوم وفاة الأسدي كان يوم جمعه .. وهو يوم عطلة في المراكز الرسمية عادة وفي بعض المراكز الأخرى يكون عدد المتواجدين من الموظفين عدداً محدوداً للغاية .. وقد توفي يوم الجمعة 29 من كانون الثاني سنة 1971 كما ذكرت لك وهو ما أربك المشرفين والمشرفات على هذه الدار وبمن يجب عليهم الاتصال، فاتصلوا مباشرة بمكتب دفن الموتى دون الرجوع إلى عائلته، ومن مكتب دفن الموتى نقل الجثمان إلى مقبرة الصالحين ليدفن وهنا كان الفراغ الكبير في الإجابة عن السؤال الأهم كيف يقال كل هذا دون وجود ولو وثيقة واحدة تثبت خروجه من المبرة إلى اليوم لا في مكتب الدفن ولا في كشوف مقبرة الصالحين حتى اليوم!
ولا أحد يعرف أين يوجد أو أين دفن جثمانه حتى الساعة! وعودة لما كنت أقوله أنه بعد معرفة بعض المخلصين بواقعة وفاة الأسدي بعد أيام قليلة من حدوث الوفاة حاولوا تشكيل لجنة من أصدقاء الأسدي لجمع مخطوطاته والتصرف بما خلفه أو تركه من بعده بالتعاون مع عائلته رأت هذه اللجنة النور تحت اسم “أسرة الأسدي” بعد ثمانية سنوات … ولكن للاسف لم تستمر هذه اللجنة طويلا حيث انحلت وكل فرد منها ذهب إلى حال سبيله وذلك إلى أن تم الحصول على جزء من الموسوعة التي تم طباعاتها في مطابع جامعة حلب بإدارة أحد أصدقائه الأستاذ محمد كمال الذي التقيته شخصياً في حلب مؤخراً والذي قام بتحويلها بمساعدة جمعبة العاديات وإشراف الدكتور أحمد أديب شعار إلى موسوعة الكترونية رقمية يتم تداولها الآن بين الجميع .. وكان العلاَّمة الأسدي يقول للمقربين منه بأنهم سوف يفاجئون بعد وفاته بموسوعته التوثيقية التي استغرقت منه ومن عمره حوالي 30 عاماً بالكمال والتمام.
س: لو سألتك كطالب للأسدي أن تذكر لنا شئ ما يتعلق بشخصية هذا الرجل العلاَّمة .. ماذا ستذكر لي في هذا الصدد؟
ج: كطفل كان يحضر دروس اللغة مع لفيف من الزملاء للاستاذ الأسدي، أذكر أنه كان يقول لنا أنه في استطاعته استحضار أرواح الشعراء وطبعا كان هذا بصورة مجازية حيث كان يقوم بتفح باب الفصل لاستدعاء روح أمير الشعراء أحمد بك شوقي حيث كان يقول “ادخلي يا روح أمير الشعراء أحمد شوقي” وكنا كطلاب صغار نشعر بالفعل وكأن روح أحمد شوقي تدخل إلى الصف هذا بالطبع تعبير مجازي وكان الأسدي يتمتع بأنه صاحب القاء خاص يُجيد استخدام مخارج الحروف وعلى دراية ببحور الشعر وأوزانه المتنوعة والمتعددة بالإضافة لاتقانه التام لقواعد اللغة العربية من التشكيل، كل ذلك كان يضيف نوع من الرومانسية وجو من الشاعرية على الصف وكل ذلك وسط صمت تام وهدوء ملحوظ وفي النهاية نجده يقول بعد فتح باب الصف الأن نتركك لكي تغادرينا بسلام أيها الروح ووداعاً يا أحمد شوقي. وكل طلابه مازالوا يذكرون هذا عنه حتى اليوم.
س: هل يمكن أن تكلمني عن الجائزة التي أعلنتم عن اطلاقها سنوياً باسم “جائزة علاَّمة حلب محمد خير الدين الأسدي” تفاصيلها والهدف منها والجهات التي تساندها؟
ج: حياة العلاَّمة الأسدي بشكل عام كانت حياة غامضة وهو ما يفسر عدم وجود معلومات دقيقة لدينا عن حياته الخاصة وتفاصيل هذه الحياة وهو ما جعلني منذ بدأت البحث عن كل هذه التفاصيل العمل على توثيق كل ما يكتشف من اعمال هذا الرجل من مخطوطات أو صور أو أشعار صوفية أو مقطوعات موسيقية أو معلومات عامة تتعلق بحياته وتصرفاته اليومية ومن ضمن ذلك لقاء أو مقابلة مع من التقوه أو عاشوا معه أو عرفوه عن قرب قبل رحيله إلى آخره .. وقد تبين أنه هناك الكثير من المعلومات الغائبة عن أهل حلب مما دفعني لعمل صفحة أصدقاء خير الدين الأسدي علاَّمة حلب على الفيس بوك لجمع وتوثيق كل ما نجده عن هذا الرجل .
أستاذ فريد .. إذا ذهب جيلنا ونحن جميعاً على أعتاب هذه المرحلة دون القيام بتوثيق كل ما يتصل بهذا الرجل أؤكد لك بأن الجيل اللاحق لنا لن يعلم أو يعرف شئ عن الأسدي .. لأن من عاش معه لم يقم بتوثيق أعمال هذا الرجل والجيل الذي جاء بعد الأسدي حاول انقاذ ما يمكن انقاذه وها أنا ذا كواحد من طلابه اسعى وبكل الجدية للقيام بهذا العمل خاصة وجيلنا على اعتاب النهاية في جمع وتوثيق كل ما يخص اللغة، وقد أخترت استاذي الأسدي بشكل خاص للقيام بتوثيق كل ما يتعلق به من أعمال في التراث اللا مادي كمثال بينما يمكن لآخر أن يتخذ شخصية أخرى مجالاً لبحثه مثل الأستاذ الفنان أسعد المدرس وهو فنان تشكيلي على درجة كبيرة من الرقي الفني توفي ولم يقم انسان حتى الآن بمحاولة تتبع أثره أو قام بجمع أي معلومات عنه.
وقد اخترت الأسدي حتى أترك شئ بين أيدي أبناء بلدي لحفظه بمعاونة منظمة اليونسكو لتوثيق كل ما يندرج تحت مسمى الثقافة اللامادية خاصة في عصر العولمة الذي يشهد محو الكثير من تراثنا الثقافي اللا مادي.
س: أفهم من حديثك أن ما قام به العلاَّمة الأسدي لا يخص سورية بمفردها وانما العالم على اعتبار أن الثقافة الإنسانية ملك للعالم أجمع.
ج: تمام
س: إذا كان الأمر كذلك لماذا أغلقتم باب الترشح أمام أي جنسية أخرى غير سورية للمشاركة في المسابقة والحصول على الجائزة؟
ج: هذا قرار مؤقت يتعلق بالظروف القاسية التي يمر بها وطننا الحبيب بهدف تشجيع السوريين على البحث عن تراثهم ومعرفته وتوثيقه للحفاظ عليه من سالبي حضارات الأوطان وخاصة وطننا الغالي سورية.
هذا الشرط قابل للتعديل بعد الانتهاء من الوضع المؤسف الراهن الذي يتعرض له الوطن والمواطن السروي ولابد من التصدي له من خلال العمل على الحفاظ على التراث الوطني والثقافي والمعرفي للسوريين، ومنح الجائزة سيتم في العام 2016 حتى نمنح بذلك المزيد من الوقت لكل انسان يرغب في المشاركة وانجاح هذا العمل الوطني الجاد.
س: في النهاية لو طلبت منك القيام بتوجيه كلمة لاستاذك الأسدي الآن .. ماذا ستقول له فيها؟
ج: سؤال غير متوقع على اعتبار أنني كنت بالنسبة له مجرد تلميذ صغير السن من تلامذته بيننا فارق كبير من العمر ولا أذكر أنني وجهت له في اي يوم من الأيام أي سؤال خاص خارج حدود المنهج المدرسي حيث كانت علاقتي به محدودة كوني تلميذه وهو استاذي.
س: أنا لا أريد منك أن تقوم بسؤاله وأنما بتوجيه كلمة له فقط لا غير؟
ج: أحب أن أقول له من تلميذ لاستاذه :” كنا نجهل ما تفعله وكمجتمع نعتذر عن أننا لم نقدر القيمة المعنوية لعطاءاتك الكبيرة الذي تبين لنا فيما بعد وتحديداً بعد 70 سنة ومن خلال بعض المنظمات الدولية ما يجب علينا القيام به تجاه ما قمت به بالمقارنة للظروف البيئية الضحلة للغاية التي عشت فيها ومع ذلك قمت به على أجمل وأكمل وجه ممكن لتثبت للجميع أنك كنت سابق لعصرك بكل المقاييس المتعارف عليها في هذا الخصوص مع خالص تقديري وعرفاني لك يا استاذي العزيز الأسدي.
اسمح لي في نهاية حواري معك د. ناهد ولدقائق معدودة أن استحضر روح استاذك العلاَّمة خير الدين الأسدي لاستطلاع رأيه فيما جاء في كلمتك الأخيرة الموجهة له والذي أكاد أُجزم بأنني أشعر بها وأسمعه وهو يُشيد بما جاء بها على لسانك معرباً عن مبادلتك حباً بحب .. راجياً لك كل التوفيق وللوطن الحبيب سورية السلام والأمن والأستقرار والازدهار.