بقلم: عادل عطية
أتمسك بشبابي، حتى في رحيله الدؤوب عن جسدي، وأقاوممجيء خريف العمر، بقوة أبعد من الرجاء، وبعناد مثل تدفق ينبوع، ويلمع إيماني فيه!
أتمسك بشبابي، حتى تصبح الشيخوخة كلمات على أوراق الروزنامة، ويظل شبابي في أوج مجده!
أظل شاباً، ما دمت أقلم أظافر الشر، وأتوقف عن المسير في الأماكن المتحدرة، والابتعاد بعيداًعن مواطن الملح الفاسد!
أظل شاباً، ما دمت لا أهدر حياتي بالأسف على ما انقضى من عمري،وما دمت اتذكر أحلامي،ولا أجعلها تنام، بل أتعلق بها، وأقلدها أولادي، وأراها طليقة أمامهم مفتوحة على المستقبل،متخطية باخلاص حدود اليأس!
أظل شاباً، مادمت امتلك روحالمبادرة، حيث أريد ولا أتمنى،وحيث لا أتمثل ببيلاطس البنطي وأغسل يدي من كل المسؤوليات!
أظل شاباً، مادمت اكتب بالقلم كمن يحرث في التراب، وأتشبه بالنيل الذي لا يكف عن خميس الغسل، ولا أتعب من صلاة الاستسقاء، ولا أضجر من سكون البال!
أظل شاباً، حين أكتسي بالجمال الإنسانيوأناقته الكاملة،حيث تغدو حياتي مستقى للمحبة والبر وانكار الذات إلى أقصى حدودها!
أظل شاباً، ما دمت استخرج العبرة من الدوامة المتبدلة دائماً حولي من الحركة واللون والضوء والظل، وأسترشد بأنوار الأبدية والخلود!
أظل شاباً، ما دمت اتعلم من عذاب الناس كتابة المزامير،واعبر معهم الأسلاك الشائكة إلى ملكوت السلام والحرية!
أظل شاباً، عندما يذكرني الآخرين لا لضعفاتي الإنسانية أوخصوصياتي، بل لشيء عظيم أنجزته، وتركته ورائي!
أظل شاباً، ما دامت جذوة ارادتي مشتعلة في بوتقة الله،ومتكئة على وعده الصادح بالبهجة: “يتجدد مثل النسر شبابك”!