بقلم: كنده الجيوش
أمنيات بعام جديد وعيد ميلاد جميل علينا وعليكم جميعا.. ولعل من أجمل الجمل التي تستعمل في العيد هي «المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرة».
ولطالما أحببناها وهي كلمات من إنجيل لوقا لما تحتويه من معنى واسع ورحب وجميل تبشر بولادة السيدة العذراء للسيد المسيح بالإضافة إلى الأمنيات والصلوات البليغة.
نعم «المجد لله في العلى» ونعم «على الأرض السلام» ونعم «في الناس المسرة».وهي جملة تعبر أيضا عن احتياجات الإنسان الروحانية والمحسوسة بالأمان على الأرض وأهمية التواصل والنسيج الإنساني الاجتماعي الصحي والسليم والمشغول بالنوايا الطيبة.
هذه الجملة تذكرني أيضا بصلوات و بتحيات متنوعة جميلة وبليغة كلنا نستعملها ومنها «السلام عليكم» وتحايا أخرى ومنها واحدة قريبة لقلبي وهي «الله بالخير» وكانت شائعة في مدينتي الحسكة في شمال شرق سوريا وربما المناطق المحيطة..
وهي جميلة وتتمنى أن يجلب لكم ويحميكم الله بالخير في هذا الوقت وهذا المساء وأظن أنها تستعمل كثيرا بالأمسيات.. وربما من يعرف المنطقة واهلها يعرف كم تعكس من الروح الاجتماعية الأليفة هناك. هو الربط بين الصلوات والتواصل الاجتماعي الطيب.
واليوم يبدو أن مجتمعاتنا يجب أن تقوم بجهود مضاعفة للحفاظ على النسيج الاجتماعي والتواصل السليم والفاعل في المستقبل وربما ليس البعيد.
واليوم أيضا تساعدنا وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الهاتفية وغيرها على أن نبقى على تواصل مع أحبتنا — وان كانت الكورونا تحد من الحركة والتواصل الحقيقي كثيرا. وقد خدمتنا التكنولوجيا هنا كثيرا. ولا اعرف كيف كان يمكن أن يكون عالمنا في ظل الكورونا لو لم يكن هناك واتس اب او انستغرام وفيس بوك ويوتيوب وإنترنت وغيرها.
وحتما قراءة الكتب كانت ستساعد .. ولكن التواصل الملموس أو البديل عنه الذي تقدمه وسائط التواصل هو مهم جدا في الحياة الاجتماعية والتعليم والعمل والصحة وغيرها من المجالات.
أقول هذا وقد قرأنا جميعا عن التطور التكنولوجي الكبير الذي من خلاله سنتواصل في المستقبل وربما سيتقلص التواصل الإنساني والحاجة إليه سواء من حيث السيارة والسائق الآلي والمتجر الآلي والطبيب عبر تطبيق الهاتف والسفر عبر الأجهزة البديلة.
وهنا لا بد أن نتذكر انه وان كانت تخدمنا التكنولوجيا وتسهل حياتنا فانه يجب علينا أن يكون لدينا استمرار بالإحساس بأهمية أن نتزاور ونتصالح ونتبادل أطراف الحديث ويفيض قلبنا بالمحبة ونحن نقول : «المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرة».