بقلم: سونيا الحداد
كفّي ايتها الأمة، عن التفاخر والمعالات على الفاضي والملان بالحسب والنسب، بالعرف والشرف، بالجاه والثروات، بالأخلاق الحميدة والعزة والى ما هنالك من مفاخر وهميّة تؤلفينها وتتغنين بها بينما حقيقة الواقع هي حقيقة مأساوية. أراضيك محتلة وكنوزها مصادرة، شعوبك مشردة هربا من رائحة الدماء ومن ظلم الحكام بين تائه ، جائع مذلول أو دماغ مغسول بسموم الفكر المستورد من جحيمك المذكور والذي تسممين به عقول الضعفاء في شتى أنحاء العالم ومجتمعاتهم، ثم تولولين بعدها اضطهاد الأبرياء!
أموالك باتت أموال حرام تُستخدم وسيلة للقتل والاستبداد والدمار. أموال تكتب لعنتك وتسهم في نهايتك. الطفل والشيخ والمرأة والابن والأخ والأخت والأم والأب ، رُفع عنهم غطاء الرحمة وباتوا ضحايا جشعكم ونيركم ، تائهون عراة في صحراء الضمائر والقلوب.
كفوا عن الصلاة المزيفة واهتفوا بالعدالة والمساواة والرحمة. كفوا عن عبادة اصنام الدعوة والدين وكل حاكم لعين عينته قوى الشر الرجيم، والتفتوا بوجوهكم وقلوبكم نحو قبلة الحق لكل حي الى أن يستكين، نحو الجهاد في سبيل إرساء نور المحبة والكرامة في نفوس جميع أطراف مجتمعاتكم المهترئة التي تنازع أنفاسها الأخيرة بعد أن فقدت كل شيء ولم يبق لها سوى اليأس وهي تتفرج عاجزة على فسق الأولياء وعهرهم. توقفوا عن التشدق بقوتكم البهلوانية الورقية وانظروا الى الأسفل قليلا لعلكم ترون الكرسي قبل أن يُسحب من تحتكم، قبل أن تجحظ عيونكم على هشاشة مصيركم.
دعوا الله في سلام ولآ تدافعوا عنه، بل دافعوا عن ذاتكم وجاهدوا في سبيل كمالكم الروحي بعيدا عن العرق واللون والانتماء بعيدا عن الاستبداد في النساء وخلق الله، لأنه الطريق الوحيد لإنارة عقولكم وبصائركم، وارتفاعكم الى مصاف الكبار العمالقة وعلى طريق الإنسانية السامية. طريق الخالق الكوني العالم بما لا تعلمون، الذي يرى ولآ يُرى سوى لأصفياء النيات والقلوب. وحدهم رسل المحبة والعدل والمساواة والرحمة من أبنائه!
استيقظي ايتها الأمة من غرورك ومن أحلامك الهشة وانظري الى حالك المأساوية. ابناؤك مشردون وأرضك باتت محروقة، ضحية الأتقياء بسبب أهل الرياء والحكام أهل النفاق! أقولها لك من منبري، أنك لن تحكمي العالم ولو تملكت السلاح النووي وبه تشدقتي، لأن العالم ، أصبح اليوم على وشك أن يتملك المضاد لكِ وأموالك هي الممولة… فما عليك سوى الاختيار بين الموت في جحيم غرورك أو الحياة في جنة عدلك! الخيار خيارك ولآ علاقة للقدر به. هيا استيقظي واكتبي قدرك قبل أن يبكي التاريخ عليك ويهزأ بك و يلعنك!