بقلم: كنده الجيوش
يقول ليو تولستوي «ومثلما تضيئ شمعة الاف الشموع يمكن لقلب طيب ان ينير ويسعد الاف القلوب» وهذه هي روح اعياد الميلاد تأتينا ونحن نساعد والجميع يساعد المحتاجين سواء في كندا او خارجها وبطرق مختلفة.
في كندا ينشط الاشخاص من المقتدرين والقادرين بالجهد او المال لمساعدة المحتاج. البعض يغسل الصحون في بيوت الايواء او العجزة او يحضر ويطبخ للمحتاجين. البعض يخدم ويتطوع في المشافي والبعض الاخر يغني للاطفال او يعزف البيانو .. وكل يتبرع بوقته وجهده وماله باشكال متعددة… انها روح عيد الميلاد المجيد.
وفي بلادنا هناك الكثير من المحتاجين سواء ماديا او معنويا في سوريا ولبنان ووو .. وحتى مصر … حيث انه من المؤلم ان نرى الجوع في اعين الفقراء مع ازمة الخبز المتجددة في مصر وازمة الغذاء العالمية التي تهدد مئات الملايين بالجوع… وتشير الارقام المرعبة ان عشرات الملايين معرضين لنقص في الغذاء الاساسي وهو الخبز في مصر .. انه وقت العطاء الان.
الجميل ان نتبرع بجهدنا ومالنا هنا في كندا والجميل والاجمل ايضا ان نتبرع لمن يحتاج في بلادنا المتعبة من البرد والجوع والحرب التي دمرت البنى التحتية والارض والشجر… وخاصة سوريا..
عائلات لا تجد الطعام الكافي واطفال تذهب الى المدارس بدون تدفئة او تذهب بثياب يستطيع البرد ان يتخللها بسهولة ويتسلل الى العظام سريعا.. تعيش تحت رحمة السماء والناس المحبة.
الرحمة للمحتاجين..
ونتذكر اليوم انه يمكننا ان نرسل لاحبتنا هناك وهم يوزعون الخير .. وان كلمة طيبة هي اجمل الهدايا ان لم يكن الى العون المادي سبيلًا.
في بلادنا ولد المسيح عليه السلام ومحبته عبرت الارض… والبلدان حول العالم .. ولكن للسيد المسيح وللسيدة العذراء محط تاريخ وحياة وولادة في بلاد الشام ومصر.
وفي دمشق – مثلا- في الجامع الاموي لازالت صورة السيد المسيح ووجهه منحوتة عاليا في حجارة الحائط الكبير .. ولازال ضريح النبي يحيى «يوحنا المعمدان» — الذي نحتفي به هنا في كيبيك كل عام وهو الرمز الوطني الكبير — يتربع وسط الجامع الاموي ويصلي له المسلم والمسيحي .. ولازال حوض العمادة في قلب المسجد يتبارك به الزائرون.
المسجد كان كنيسة قبلها وقبل ذلك معبد بيزنطي وقبل ذلك اله ارمي … انها دمشق التي احتضنت الجميع حيث يذكر الجميع كيف اطعمت الكنائس المسيحي والمسلم في ايام المجاعات عبر التاريخ.
تاريخ طويل والاهم منه هي الانسانية القوية فيه.
اهل الخير هم … واهل الخير أنتم.