بقلم : على أبودشيش
احتفل الفراعنة بالعام الجديد، وكانت السنة النجمية وحدة أساسية في قياس الزمن وصناعة التقويم وقياسهم هذه الفترة الزمنية ومقدارها 365 وربع يوم بكل دقة، وبذلك يكون الفراعنة هم أصحاب أول تقويم عرفة العالم.
وهذا الحدث مهمًا في تاريخ البشرية وحدث قبل قيام الأسرة الأولى أي في القرن الثالث والأربعين قبل الميلاد حيث كان العالم يعيش في ظلام، وقد كان اختراع التقويم استجابة لنظام الفيضان وظروف الزراعة ويدل على وعى المصري القديم وعلى قيامه بمشاهدات منتظمة تم تسجيلها كتابة.
ولاحظ المصري أن الفيضان ظاهرة سنوية تتكرر بانتظام وأن نجم الشعرى اليمانية يظهر في الأفق مع شروق الشمس في نفس اليوم الذي يصل فيه الفيضان إلى مدينة منف، ورتب العمليات والزراعية وتمكن من اختراع السنة المكونة من 365 يوما وتقسيم السنة إلى اثنى عشر شهرًا والشهر إلى ثلاثين يومًا، والأسبوع إلى 10 أيام.
وتم رصد الدوائر الفلكية لرصد السماء والنجوم، وتمكن من معرفة الأبراج الـ 12 وبدأ ببرج الأسد، وقسم السنة من خلال النجوم العشرية، ومن خلال السنة، تظهر 10 نجوم عشرية. وخلال العام تظهر 36 نجمة عشرية. ويكون الناتج 36 نجمة في 10 ويكون الناتج 360+ 5 أيام النسيء ويكون الناتج 365 وهذا هو التقويم الذي نسير عليه إلى الآن.
وقسم المصري القديم السنة إلى 3 فصول (الفيضان.. آخت) (الإنبات.. برت)، (شمو.. الحصاد) وقسم الفصل إلى 4 أشهر، والشهر إلى 3 أسابيع، والأسبوع إلى 10 أيام. وعثر على ساعة مائية من عهد أمنحتب الثالث. وكانت الساعات المائية تعمل ليلاً والساعات الشمسية نهارًا لقياس الوقت. ويوجد في سقف معبد دندرة أقدم خريطة فلكية. وبها الكواكب الخمسة عند الفراعنة، وتوضح 12 برجًا، وتوضح الـ 36 نجمة عشرية.
وتحمل الشهور القبطية الأسماء الفرعونية مثل:
1- توت وبالهيروغليفية هو (تحوت) وكان إله الحكمة والمعرفة. وكان يحتفل به في جميع أنحاء البلاد لمدة أسبوع. ويسمى عيد النيروز.
2- بابه وتعنى بالهيروغليفية (بى ثب وت) وهو إله الزراعة حيث كانت الأرض بها المحاصيل الزراعية.
3- هاتور و في هذا الشهر كانت الأرض تتزين بالمزروعات وينسب إلى حتحور ربة الحب والعطاء لأنها تعطى الأرض جمالها.
4- كيهك وبالهيروغليفية (كا ها كا) وهو إله الخير أو الثور المقدس.
5- طوبه (طوبيا) أي الأعلى أو الأسمى وكان يطق على إله المطر.
6- أمشير إشارة إلى عيد يرتبط بإله “مخير” المسئول عن العواصف والزوابع.
7- برمهات وبالهيروغليفية تعنى (بامونت) وتنضج فيه المحاصيل الزراعية.
8- برمودة وبالهيروغليفية تعني (باراهاموت) وهو إله الموتى وفيه تنتهي المزروعات بعد جنى الثمار ويدل على عيد الحصاد (رنودة).
9- بشنس وبالهيروغليفية تعنى (با خنسو) ويساعد على إزالة الظلام ويكون فيه النهار أطول من الليل.
10- بؤونة وبالهيروغليفية (با أونى) إله المعادن وفيه تستوي المعادن والأحجار ويسميه العامة بؤونه الحجر.
11- أبيب وبالهيروغليفية (هوبا) أي فرح السماء لأن الفراعنة كانوا يفرحون فيه لزعمهم أن هوديس إله الشمس انتقم فيه لأبيه أوزيريس أي النيل من عدوه أيفون أي التحاريق.
12- مسري وبالهيروغليفية (مسو رع) أي “ولادة رع” أو (سا رع) “ابن الشمس”.
أما الأيام الخمسة الباقية من السنة فقد سميت أيام النسيء وكانت مخصصة لأعياد الآلهة المصرية القديمة.
وهكذا نجد أن المصريين استخدموا تقويمًا فلكيًا منذ أقدم العصور. وتوصلوا إلى اختراع السنة وهذا يدل على أنهم اهتموا بدراسة حركة الشمس الظاهرية وسط النجوم الثابتة. واستنبطوا ذلك من طول السنة النجمية.