بقلم: يوسف زمكحل
أصبح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كالثور الهائج الذي لا يدري ماذا يفعل فنراه يعتدي على العراق بحجة وجود أكراد ثم نراه يعتدى على سوريا بنفس الحجة ثم نراه وقد أصابته العنترية المفرطة فيرسل أسلحة وضباط أترك ومرتزقة إلى ليبيا حالماً في دخول مصر لتأسيس دولة الخلافة المزعومة إلا أن مصر لقنتهُ درساً لن ينساه وقتلت له عدة ضباط أتراك منهم ضابط كبير كان يخطط أردوغان له أن يكون الحاكم العسكري في ليبيا ، وهو أكيد الآن يضع في حسبانه تحذير الرئيس السيسي عندما قال تجاوز الجفرة وسرت خط أحمر لن يسمح به وإذا أستمرت القوات التركية والمرتزقة في تحركهم العسكري ستدخل القوات المسلحة المصرية في ليبيا لدعم قوات حفتر . حتى أوروبا لم تفلت من نطحات أردوغان فبدأ بالتنقيب عن الغاز في شمال البحر المتوسط مستفزا اليونان وقبرص والملفت للأمر أن حتى كتابة هذا المقال لم تستطع أوروبا أن تأخذ قرارات ملموسة ضده تستطيع بها أن توقف شطحاته والسؤال هنا هل لأنه يهددها بتصدير اللاجئين إليها فيهددوا أمنها ويكونوا عبئاً على إقتصادها وكل ما نرجوه أن تستجمع أوروبا قوتها من أجل مواجهة هذا الطاغوت . أما أمريكا فهي مشغولة بفيروس كورونا وما تفقده من ضحايا والذي تجاوز عددهم مائة وأربعة وثلاثون ألفاً حتى اليوم ورغم ذلك يقول أحد المحللين في الشئون التركية أن أمريكا هي من أعطت الضوء الأخضر لأردوغان ليقوم بما يقوم به الآن من أستفزازات لجيرانه في المنطقة ولأوروبا التي يختلف معها ، أما داخلياً فالأوضاع الإقتصادية أصبحت خطيرة فالليرة التركية تنهار الأمر الذي جعل قطر ترسل معونة عاجلة تتكون من 15 مليار دولار لأنقاذ تركيا والتضخم اليوم في تركيا يسجل أعلى معدلاته منذ 15 عاماً وقد صرحت وكالة بلومبرج العالمية أن خسائر تركيا الإقتصادية تتصاعد بشدة مع أستمرار رئيسها اردوغان في أحكام قبضته على كل شئ في البلاد بما فيه الإقتصاد . ثم بات الأمر يوميا طبيعيا عندما نرى في نشرات الأخبار قوات الشرطة التركية تلقي القبض على بعض المواطنين بحجة أنهم على صلة بعبد الله جولن المعارض لسياسات أردوغان والمقيم في الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات ، وآخر شطحات أردوغان الآخيرة والتي أثارت الجدل في العالم كله تحويل آية صوفيا إلى مسجد وهي التي كانت في الأساس كنيسة ثم تحولت إلى مسجد ثم أمر أتاتورك بتحويلها إلى متحف . وأخيراً لقد تعرضت المرأة التركية للمهانة في عصر أردوغان فبحسب المعلومات المعلنة من قبل المعارضة التركية بأن السجون تضم 668 طفلاً مع أمهاتهم و23% منهم ممن لم يبلغ سن السادسة بعد . أن سياسات أردوغان تدفع تركيا إلى نفق سياسي وإقتصادي مظلم ونأمل أن ينتفض الشعب التركي ضد رئيسه الظالم الذي اقول له بأنه تجاوز في ظلمه المدى! .