قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل أسقطت طائرة سورية بدون طيار اخترقت أجواءها يوم الأربعاء مما يشير إلى تصاعد حدة التوتر بالقرب من الحدود وهو ما بحثه نتنياهو في موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،أكبر حليف لدمشق.
وقال نتنياهو اليوم لدى لقائه بوتين ”اخترقت طائرة بدون طيار قادمة من الأراضي السورية أراضي إسرائيل قبل عدة ساعات. تم اسقاطها بنجاح. أود أن أشير إلى أننا سنتصدى لأي محاولات لانتهاك أجوائنا أو حدودنا البرية“.
وهذه هي المرة الثانية في أقل من ثلاثة أسابيع التي تقول فيها إسرائيل إنها أطلقت صاروخ باتريوت على طائرة عبرت إلى أجوائها. وتزايد التوتر عند الحدود مع تقدم القوات الحكومية السورية نحوها في هجومه ضد مسلحي المعارضة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس إن الطائرة، التي حلقت أيضا في أجواء الأردن وليست مسلحة فيما يبدو ومصممة للمراقبة، أسقطت قرب بحيرة طبريا عند سفوح مرتفعات الجولان.
وتابع قائلا ”لا نزال نبحث لماذا عبرت- وما إذا كانت في مهمة عسكرية وعبرت عن قصد أو ضلت الطريق، مضيفا في الوقت نفسه أن الاحتمال الأخير ”غير شائع“.
وإسرائيل في حالة تأهب قصوى فيما تحرز القوات الحكومية السورية تقدما على حساب مسلحي المعارضة في محيط الجولان المحتل. وتخشى إسرائيل أن ينشر الرئيس السوري بشار الأسد قوات سورية أو يسمح لحلفائه من إيران وحزب الله بالتمركز قرب الخطوط الإسرائيلية.
وروسيا أكبر مساند للرئيس السوري بشار الأسد من القوى الكبرى في الحرب الأهلية المستمرة منذ سبع سنوات. وسبق أن غض بوتين الطرف عن هجمات إسرائيلية على أهداف تابعة لإيران وحزب الله في سوريا بينما أوضح أن روسيا لا تريد تعريض حكم الأسد للخطر.
وقال نتنياهو للصحفيين قبل مغادرته ”سنجري مباحثات بشأن سوريا وإيران واحتياجات إسرائيل الأمنية“. وأضاف ”أقدر بشدة تواصلي المباشر والممتاز مع الرئيس الروسي“.
واحتلت إسرائيل أجزاء كبيرة من الجولان في حرب عام 1967 مع سوريا وضمت الهضبة الاستراتيجية في خطوة لم تلق اعترافا دوليا.
وهددت بفتح النار على أي قوات حكومة سورية تحاول الانتشار في المنطقة العازلة في الجولان والتي أقيمت وفقا لهدنة جرى الاتفاق عليها عام 1974 وتراقبها الأمم المتحدة.
وجددت الأمم المتحدة الشهر الماضي تفويض قوتها للمراقبة في الجولان المعروفة رسميا باسم (قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك)، ودعت يوم الأربعاء جميع الأطراف إلى الالتزام باتفاقات الهدنة التي ترجع إلى 44 عاما.
وقال متحدث من الأمم المتحدة ”ينبغي ألا تكون هناك قوات مسلحة في المنطقة غير قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك“.
وأبقت إسرائيل على احتمال إقامة علاقات في نهاية المطاف مع سوريا في ظل رئاسة الأسد.
وأجرت سوريا في ظل حكم عائلة الأسد مفاوضات مباشرة مع إسرائيل في الولايات المتحدة عام 2000 ومحادثات غير مباشرة بوساطة تركية عام 2008. وارتكزت تلك المناقشات على تسليم إسرائيل لكل مناطق الجولان أو أجزاء منها.
وقال الجيش الإسرائيلي في 24 يونيو حزيران إنه أطلق صاروخ باتريوت على طائرة بدون طيار قادمة من ناحية سوريا لكنها عادت أدراجها دون أن يلحق بها ضرر. وقال قائد سوري إن الطائرة بدون طيار كانت تشارك في عمليات في سوريا. وفي السادس من يوليو تموز، استهدفت إسرائيل موقعا سوريا قالت إنه قصف المنطقة العازلة في الجولان.
المصدر: رويترز