بقلم: عادل عطية
ينتصب في أعماقی تمثال للأديب المجهول.. وددت لو املك موهبة النحت، فأمسك بالمطرقة والإزميل، وأشكّله وأجسّده صوب الشمس!
هكذا أراه في احلامي المتيقظة ، ليل نهار: رمزاً صارخاً في برية حياتنا، للذين يستشهدون في ساحة الإهمال!
بنبضات حبي للوجود، وللجمال الكلى في الكون والخلود، تطلعت اليه، أتأمله: كيان من كبرياء نبيل، يحمل قلمه على كفه!
ومع أن الطعنات بجسده غائرة، ونازفة، إلا ان داخله لايتوقف. يحكي قصته، تنز كلماته، تنكیء جرح اللا إهتمام، العميق المؤلم:
أفکاری نجمة نبتت في عتمة النفس، بإلماعات تخاطب أبناء الأرض، تنطق بمشاعري الملتهبة، لعل عيونهم: تكشف رؤاي، وقلوبهم تضمني. لكنهم أشاحوا الوجه والقلب عني. أبت نفوسهم ألا تعی سوى وجه القمر!
قالوا في دفاتر اللاعناية: ليس على النجوم کائنات، ولن تصل إليها أقدام فكر!
صاروا ثقباً اسودا يقوّضني، توارت كلماتي على عتباتهم المسنونة، وانینی ابتلعته رياح العدم، ولا أدري، من سيأتي بعدی، مخلصاً جريئاً، ويحفر قبري، ويقيمني من رقادي!”.
أما أنا، فقد بكيت ملء القلب، وملء العين، وخاطبته:
“آهٍ، أيها النجم البشري، الذي انطفأ في مزارع الفكر، والحروف التي ضاعت في مصانع الكلمة، والسطور التي ابتلعتها الرمال المتحركة في صحراء الشللية!
سيأتي اليوم – واليوم قریب ـ، وترتفع شامخاً، هناك عند مجرى النيل الخالد، حيث ترتوي بينبوع الحياة المتجددة، ونحج إليك بأفكارنا”!…