فيما يتواصل فرز أصوات الناخبين في الانتخابات الفدرالية العامة الكندية، وبعد أن توقعت الليلة الماضية هيئة الإذاعة الكندية كما وسائل إعلام كندية عديدة احتفاظ الحزب الليبرالي الكندي بقيادة رئيس الحكومة المنصرفة مارك كارني بالسلطة في أوتاوا، بات هذا الأمر مؤكداً، لكن لم يزل غير واضح بعد ما إذا كان الليبراليون سيشكّلون حكومة أكثرية أم حكومة أقلية.
فبحدود الساعة الرابعة من فجر اليوم كان الليبراليون بقيادة كارني قد ضمنوا لأنفسهم 155 مقعداً من أصل مقاعد مجلس العموم الـ343، بالإضافة إلى حلولهم في المرتبة الأولى في 13 دائرة، أي مرجّحين نيلهم ما مجموعه 168 مقعداً، كون كلّ دائرة تتمثل بمقعد واحد في المجلس. وبالتالي يحتاجون إلى 4 مقاعد إضافية ليحصلوا على حكومة أكثرية.
وبذلك يكون الليبراليون قد ضمنوا لأنفسهم ولاية حكم رابعة على التوالي بعد ثلاث ولايات قادهم فيها إلى السلطة زعيمهم السابق جوستان ترودو.
وفي الوقت نفسه كان حزب المحافظين الكندي بقيادة بيار بواليافر في المرتبة الثانية، ضامناً لنفسه 133 مقعداً بالإضافة إلى حلوله أولاً في 11 دائرة، أي مرجّحاً نيله ما مجموعه 144 مقعداً.
لكنّ بواليافر نفسه خسر مقعده النيابي في دائرة ’’كارلتون‘‘ في العاصمة الفدرالية أوتاوا أمام المرشّح الليبرالي بروس فانجوي. ومثّل بواليافر هذه الدائرة بشكل متواصل منذ عام 2015، فائزاً بمقعدها في الانتخابات العامة الثلاثة الأخيرة.
واعترف بواليافر بفوز الليبراليين في الانتخابات حوالي الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل وقدّم لهم ولزعيمهم كارني التهاني.
وحلّ في المرتبة الثالثة حزبُ الكتلة الكيبيكية الذي، كما يُستدلّ من اسمه، لا يقدّم مرشّحين إلّا في كيبيك، المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية. وهذا الحزب الذي يقوده إيف فرانسوا بلانشيه ضمن لنفسه 21 مقعداً بالإضافة إلى حلوله أولاً في دائرتيْن، أي مرجّحاً نيله ما مجموعه 23 مقعداً.
وتمثّل هذه النتيجة تراجعاً ملموساً للحزب الذي يعتبر علّةَ وجوده الدفاع عن مصالح مقاطعة كيبيك في أوتاوا. وهذا التراجع هو لحساب الليبراليين الذين حلّوا في المرتبة الأولى في مقاطعة كيبيك.

وحلّ في المرتبة الرابعة الحزبُ الديمقراطي الجديد (NDP / NPD) بقيادة جاغميت سينغ، ضامناً لنفسه 5 مقاعد بالإضافة إلى حلوله أولاً في دائرتيْن، مرجحاً بالتالي نيله ما مجموعه 7 مقاعد.
وهذه هزيمة مدوية لهذا الحزب اليساري التوجه الذي فقد زعيمُه أيضاً الليلة الماضية مقعده النيابي في دائرة ’’وسط بورنابي‘‘ (Burnaby Central) في مقاطعة بريتيش كولومبيا. وعقب ذلك، أعلن سينغ استقالته من زعامة حزبه.
وهذا التراجع جاء بشكل أساسي لصالح الحزب الليبرالي، وبدرجة أقل لصالح حزب المحافظين.
أمّا الحزب الأخضر الكندي، فقد ضمن لنفسه مقعداً واحداً، إذ احتفظت زعيمته المشاركة إليزابيث ماي بمقعد دائرة ’’سانيتش – غولف آيلاندز‘‘ (Saanich – Gulf Islands) في مقاطعة بريتيش كولومبيا لولاية نيابية خامسة على التوالي.
وعلى صعيد الاقتراع الشعبي، تشير النتائج المتوفرة إلى نيل الحزب الليبرالي حوالي 8,35 ملايين صوت، أي ما نسبته 43,5% من أصوات المقترعين، وحزب المحافظين حوالي 7,94 ملايين صوت (41,4%)، وحزب الكتلة الكيبيكية حوالي 1,22 مليون صوت (6,4% من المقترعين الكنديين لكنّ هذا الحزب لا يقدّم مرشحين إلّا في مقاطعة كيبيك)، والحزب الديمقراطي الجديد حوالي 1,20 مليون صوت (6,3%)، والحزب الأخضر حوالي 239 ألف صوت (1,2%).
يُذكر أنه عند حلّ مجلس العموم الأخير وانطلاق الحملة الانتخابية بصورة رسمية في 23 آذار (مارس)، كان للحزب الليبرالي الكندي فيه 152 مقعداً من أصل إجماليّ مقاعد المجلس الـ338، ولحزب المحافظين الكندي 120 مقعداً، وللكتلة الكيبيكية 33 مقعداً، وللحزب الديمقراطي الجديد 24 مقعداً، وللحزب الأخضر الكندي مقعدان، بالإضافة إلى ثلاثة مقاعد لنواب مستقلين. ويضمّ المجلس الذي انتخبه الكنديون أمس 343 مقعداً، بزيادة 5 مقاعد عن المجلس الأخير، نظراً للتغيّرات الديموغرافية.
(نقلاً عن موقعيْ راديو كندا و’’سي بي سي‘‘)