بقلم: يوسف زمكحل
شهد العالم في شهر ديسمبر وحتى كتابة هذا المقال أكثر من عملية إرهابية في مصر وتركيا وألمانيا وسويسرا وبوركينا فاسو والأردن قتل فيها عشرات الأبرياء وجرح فيها العشرات من نساء ورجال وأطفال لا حول لهم ولا قوة نتيجة أفكار وهابية عفنة متخلفة تبيح القتل وتبيح كل ما حرمه الله ولكن لا أحد يفهم فتجد الكثيرين أصبحوا أصنام أو ربوت أو عرايس ماريونيت تحركهم ايادي خفية وتقودهم أجهزة مخابرات بعض الدول ودول تمول وتدرب ميلشيات لينفذوا عمليات إرهابية من أجل إسقاط أنظمة دول هم في خلاف مع حكامها مثلما حدث في سوريا وليبيا والغريب أن العالم بعد كل عملية إرهابية ينتفض وتنتفض كل مؤسساته وأجهزته الأمنية ويعلنوا حالة الاستعداد القصوى ويمضي بعض الوقت وترجع ريما لعادتها القديمة إلى أن يطل الإرهاب من جديد بوجهه القبيح ، ولا أدري هل العالم يكذب عندما يقول أنه سيواجه الإرهاب أم أنه يقول هذا من أجل تهدئة الرأي العام أم أنه يضحك على نفسه وعلينا لأسباب كثيرة لأن هذا العالم ببساطة تارك الجاني الأصلي حراً طليقاً يصول ويجول يخطط ويمول و ينفذ ثم يجلس يضحك على غباء الآخرين كذلك لا أستطيع أن أصدق ان هذا العالم بكل أجهزته الأمنية العالية المستوى وكل الأقمار الصناعية الكثيرة لم ترصد من هو الذي يغذي هذا الفكر المتطرف ويربيه وينميه ويصرف عليه المليارات من أجل تنفيذ مصالح سياسية أو إسقاط نظم أو حكام ؟ ولأن بعض دول العالم يديهم ملوثة بالدماء لأنهم اشتركوا من وراء الستار في عمليات إرهابية قذرة مات فيها الأبرياء ولأنهم آثروا على أن لا تضر مصالحهم فهم يغمضون عيونهم عن الجاني الأصلي ولا مانع من أن يسقط بعض الضحايا من أجل بقاء المصالح لأنها ستعود عليهم وعلى أهل الضحايا بالخير ..!!! مسرحية هزلية رخيصة يدفع ثمنها الأبرياء . ففي مصر مثلا تعلن الدولة ومؤسساتها عن أنها ستواجه الإرهاب بكل شدة وفي نفس الوقت تسجن من يهاجم الفكر المتطرف مثل إسلام بحيري ويهاجم في نفس الوقت أحد رموز الأحزاب الدينية المسيحيين علناً ويحذر المسلمين من تقديم التهنئة للمسيحيين في أعيادهم وأن المسيحيين الذين يسقطون نتيجة عمليات إرهابية لا يحتسبون شهداء ولا أحد يقول له ماذا تفعل ؟ أو ماذا تقول؟ وإذا جاء الدكتور المستنير جابر نصار رئيس جامعة القاهرة ويقوم بإلغاء خانة الديانة من استمارات الجامعة تقوم الدنيا ولا تقعد متهمين إياه بأنه يلغي الهوية الإسلامية أما الحكومات المصرية المتعاقبة فهي في قمة الخبث فهي تلغي خانة الديانة من جواز السفر المصري حتى تظهر مصر بصورة لائقة أمام المجتمع الدولي وتظهر بأنها دولة مدنية لا تفرق بين أبنائها وفي نفس الوقت تفرض إظهار الديانة في بطاقة الرقم القومي حيث هي بعيدة عن عيون العالم .! أن مواجهة الإرهاب لا تتطلب يد مرتعشة بل تحتاج إلى قرارات جريئة قوية والعالم يجب أن يضع خطر الإرهاب نصب عينيه فالإرهاب كان بالأمس رضيعاً واليوم بات صبياً وأخشى أن يصبح غداً رجلاً مفتول العضلات لا أحد يقوى عليه .. عليكم جميعاً أن تواجهوا الإرهاب بحسم وشجاعة وإلا فلن نصدقكم وسنتهمكم بالكذب ..