بقلم: يوسف زمكحل
بعد وقف إطلاق النار بين الإسرائليين والفلسطينيين يتصور الطرف الأول أنه أنتصر بعد ما ألحق بالطرف الثاني ما يقرب من 250 قتيلاً وعدداً كبيراً من المصابين ويتصور الطرف الثاني أنه حقق مكاسب كبيرة وكثيرة إذ قتل صحيح أعداداً لا يتعدوا أصابع اليد والحق خسائر في بعض المنشأت الإسرائيلية إلا أنه أستطاع أن يظهر أن أمن إسرائيل أصبح في مهب الريح وأستطاع أيضاً أن يثير الرأي العام ضد إسرائيل في جميع إنحاء العالم ويحيي من جديد القضية الفلسطينية التي أعتقد الكثيرون أنها ماتت وشيعت إلى مثواها الأخير .
وأنا في الحقيقة أعتقد أن كلا الطرفين لم يكسبا سوى الوهم فإسرائيل تعتقد أنها سحقت الفلسطينيين بتدمير أبراجهم وقتل النساء والشيوخ والأطفال والفلسطينيين يعتقدون أنهم بثوا الفزع والرعب في نفوس الإسرائيليين بقتلهم لعدد بسيط من الإسرائيليين وتدمير بعض المنشآت .
والحقيقة أن لا إسرائيل ربحت ولا الفلسطنيين ربحوا لأن لا أحد ربح فعلياً حتى وأن حققوا مكاسب من وجهة نظر الطرفين فالخسارة هنا أعظم وهي الإنسانية التي ضاعت وفقدت في هذه الحرب الأمر الذي هز العالم وجعل المظاهرات تخرج في جميع إنحاء العالم تندد بالمآسي والجرائم التي ترتكب في حق الإبرياء فالكل يموت النساء والشيوخ والرجال والأطفال ولا مغيث فالقيادة الإسرائيلية بعيدة عن منأى الموت والقيادة الحمساوية جالسةفي قطر في قصر مكيف يشربون السيجار ويأكلون الكافيار والسيمون فيميه بينما الدماء تسيل هنا وهناك ورائحة الموت في كل مكان تفوح رائحتها وللأسف لم يتحرك أحد سوى مظاهرات أجتاحت بعض دول العالم ولم يسفر عنها شيئاً والوحيد الذي تحرك حتى كتابة هذا المقال هو الرئيس السيسي وحدد 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة وأتصور لن يستطيع السيسي فعل أكثر من هذا بسبب الأنقسام الفلسطيني بين أبو مازن وإسماعيل هنية أما الجامعة العربية برئاسة أحمد أبو الغيط فليس لديها ما تتخذه سوى الشجب والأستنكار مثلها مثل مجلس الأمن والأمم المتحدة اللذان يشعران دائماً بالقلق إزاء قتل الفلسطينيين !
يجب على العالم أن يتحرك فعلياً لإنهاء القضية الفلسطينيية وإيجاد حل لوقف نزيف الدم الذي يسال كل فترة والذي يدفع ثمنه الأبرياء من المدنيين المحرومين من ممارسة كافة حقوقهم ولا ينفع أبداً إيجاد حلول لكل مشكلات العالم إلا هذه المشكلة التي باتت تشكل صداعاً في رأس العالم .
إن الإنسانية تستغيث بمن في يده القرار للعمل على إيجاد حل من أجل أن تتنفس الإنسانية الصعداء بدلاً من أن نهينها ونجعلها تنزف وتنزف إلى ما لا نهاية .!!