شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن مصر ستقف ضد كل المخططات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية من خلال سياسات التهجير أو تحويل قطاع غزة لمنطقة غير قابلة للحياة، مطالبا بضرورة وقف الحرب على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان.
وقال الرئيس السيسي – في كلمته خلال القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة في الرياض – “إن القمة تعقد في ظل ظرف إقليمي شديد التعقيد، وعدوان مستمر لأكثر من عام على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسط صمت مخجل وعجز فادح من المجتمع الدولي، عن القيام بالحد الأدنى من واجباته، في مواجهة هذا التهديد الخطير للسلم والأمن الدوليين”.
وأضاف: “مصر تدين بشكل قاطع حملة القتل الممنهج التي تمارس بحق المدنيين في قطاع غزة، وتقف ضد جميع المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، سواء عبر تهجير السكان المحليين المدنيين أو نقلهم قسريا أو تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة، وهو أمر؛ لن نقبل به تحت أي ظرف من الظروف”.
وأكد أن الشرط الضروري لتحقيق الأمن والاستقرار والانتقال من نظام إقليمي، جوهره الصراع والعداء، إلى آخر؛ يقوم على السلام والتنمية، وهو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأعرب الرئيس السيسي، في مستهل كلمته، عن خالص الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي عهد المملكة ورئيس مجلس الوزراء؛ لاستضافة القمة العربية الإسلامية غير العادية في ظل ظرف إقليمي شديد التعقيد.
وقال الرئيس السيسي “إن المواطنين في دولنا العربية والإسلامية، بل وجميع أصحاب الضمائر الحرة عبر العالم، يسألون؛ ولهم كل الحق، عن جدوى أي حديث عن العدالة والإنصاف في ظل ما يشاهدونه من إراقة يومية لدماء الأطفال والنساء والشيوخ.. ونقول لهم بمنتهى الصراحة إن مستقبل المنطقة والعالم أصبح على مفترق طرق، وما يحدث من عدوان غير مقبول على الأراضي الفلسطينية واللبنانية، يضع النظام الدولي بأسره على المحك”.
وأضاف: أن “مصر ملتزمة بشكل كامل، بتقديم العون للأشقاء في لبنان دعما لصمود مؤسسات الدولة اللبنانية، وفي مقدمتها الجيش اللبناني، وسعيا لوقف العدوان والتدمير الذي يتعرض له الشعب اللبناني الشقيق، وتكثيفا للجهود الرامية للوقف الفوري لإطلاق النار والتنفيذ الكامل وغير الانتقائي لقرار مجلس الأمن رقم 1701”.
ووجه الرئيس السيسي حديثه للشعوب العربية والإسلامية وزعماء وشعوب العالم أجمع، قائلا: “إن مصر، التي تحملت مسئولية إطلاق مسار السلام في المنطقة منذ عقود وحافظت عليه رغم التحديات العديدة، ما زالت متمسكة بالسلام كخيار استراتيجي ووحيد لمنطقتنا، وهو السلام القائم على العدل واستعادة الحقوق المشروعة والالتزام الكامل بقواعد القانون الدولي”.
وتابع: أنه “رغم قسوة المشهد الحالي، فإننا متمسكون بالأمل، وواثقون من أن الفرصة ما زالت ممكنة لإنقاذ منطقتنا والعالم من ممارسات عصور الظلام، والانتقال لبناء مستقبل تستحقه الأجيال القادمة، عنوانه الحرية والكرامة والاستقرار والرخاء”.
واختتم الرئيس السيسي، كلمته قائلا: “وفقنا الله جميعا، لإنهاء هذه المأساة المستمرة وتحقيق آمال شعوبنا نحو عالم يسوده العدل والأمن والسلام.. أشكركم لحسن الاستماع.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
المصدر : أ ش أ