بقلم: الدكتور غازي الفنوش
لا تزال السجائر الاليكترونية تثير جدلاً في أوساط الرعاية الصحية بشأن فاعليتها في الإقلاع عن التدخين ومضارها الكثيرة…!! ا
اخترعت السيجارة الالكترونية في عام 2003 من قِبل الصيدلاني الصيني هون ليك، ثم طُرحت في الأسواق عام 2004 على شكل السيجارة التقليدية المعروفة، وتم تطويرها حتى وصلت إلى أشكال وأحجام متنوعة وبألوان جذابة، ولقد وجدت هذه الأجهزة سوقا رائجة وخاصة بين أوساط الشباب، مدعومة بدعايات منظمة وبراقة، وأقبل عليها كثير من المدخنين، بعضهم رغبة في ترك السيجارة التقليدية، وبعضهم للتجريب خاصة وأن الدعايات تقول إنها آمنة، وتعمل هذه السجائر الإلكترونية على إنتاج كميات مقننة من بخار النيكوتين بإستخدام بطارية ، وطرحت في الأسواق بتعهد من مصنعيها وموزعيها بتقديم النيكوتين بطريقة آمنة كبديل عن التدخين بالتبغ، حيث تقوم بتسخين سائل مشبع بالنيكوتين لإنتاج بخار به كميات من الفورمالدهيد وكيماويات أخرى يستنشقها المدخن لرئتيه بدلا من حرق التبغ.
بالرغم من ظهور قناعات بأن السيجارة الإلكترونية أقل خطرًا من السيجارة العادية، بل وبأنها تساعد على التخلص من إدمانها، إلا أن هناك دراسات أثبتت خطر السيجارة الإلكترونية، وهذه بعض من أضرارها :
1- قد تتسبب عند الحوامل في الولادة المبكرة وموت الجنين أحيانًا.
2- لها تأثير سلبي على الجسم لاحتوائها على النيكوتين الذي يؤدي إلى العديد من الأضرار على الجسم حيث يسبب زيادة في تخثر الدم مما يؤدي إلى حدوث الجلطات، وتصلب الشرايين ودوخة ودوار، وغثيان وإقياء، وحرقة وقرحة معدية، وزيادة في معدل ضربات القلب وضغط الدم، وصعوبة في التنفس، وألم في العضلات، والتهابات رئوية، وإن التعرض لدخان السجائر الإلكترونية يعطل وظيفة الرئة الطبيعية، ويقلل أيضًا من قدرة الخلايا المناعية الموجودة في الرئتين على مواجهة العدوى الفيروسية، كما أن النكهات المستخدمة في السجائر الإلكترونية تسبب استجابات التهابية وتأكسدية في خلايا الرئة، وقد يمتد اثر تلك النكهات إلى الدم، وبتسبب في الموت المبرمج لخلايا الدم البيضاء، وحذر الأطباء من الأضرار التي قد تلحقها السجائر الالكترونية حيث تتلف الخلايا الحيوية والجهاز المناعي، وتلحق ضررا بالغا بالخلايا الجذعية في المخ، خاصة لدى الأجنة والشباب…!! وحذرت دراسة أميركية عن آثار هذه السيجارة، في زيادة فرص الإصابة بسرطان الفم، بصورة تماثل السجائر التقليدية.
ويشعر بعض خبراء الرعاية الصحية بقلق من قلة ما يُعرف عن الأخطار الصحية المتأخرة على الجسم من السيجارة الالكترونية، ويشعرون بخوف من تزايد استخدام المراهقين للسجائر الالكترونية و احتمال أن يؤدي ذلك إلى ظهور جيل جديد مدمن على النيكوتين.
يعتبر الإقلاع عن التدخين من أصعب العادات الصحية السيئة التي يجب التخلص منها. وتقول جمعية السرطان الأمريكية إن «برامج الإقلاع عن التدخين، مثلها مثل البرامج الأخرى التي تعالج الإدمان، غالباً ما تكون معدلات نجاحها منخفضةً إلى حد ما» …!!