بقلم: عبدالله الديك
تابع العالم بأسره… آكثر من ٤ مليار مشاهد .. الحدث الأبرز في تاريخنا الحديث … جنازة الملكة اليزابيث الثانية.. التي أنتقلت الي الأمجاد السماوية في الثامن من سبتمبر 2022…عن عمرً ناهز ال 96 عاماً.. جنازة غير مسبوقة .. لم نشاهد مثلها في حياتنا .. علي مدار اكثر من اسبوع رتب للحدث بأعلي درجات من الحيطة والحذر .. استنفار آمني علي اعلي مستوي .. الغيت كافة الاحداث في بريطانيا.. تم ايقاف مسابقة البريمير ليج .. الحداد العام لف البلاد .. نكست الاعلام .. اتشحت النسوة بالسواد .. القت رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس .. التي كانت في الماضي من اشد الدعاة لالغاء الملكية واكبر المعارضين لحكم الملكة.. .. لكنها اليوم في موقع المسؤلية السياسية والاجتماعية.. القت كلمة رثاء الملكة معلنة خبر الوفاة بكل اجلال و وقار .. و اعلنت انتقال السلطة الي الملك تشارلز الثالث ..
اصطف الملايين من البريطانين علي الطرقات مودعين ملكتهم التي لا يعرفون غيرها .. منذ ولادتهم .. 70 عاماً وهي في موقع رئيسة الكنيسة وملكة الشعب .. كانت دائماً تتسم بالوقار والاجلال .. لم نسمع عنها طيلة حياتها ما يشينها او يعود عليها بالخجل .. كأم و جدة و ملكة …
طاف النعش محملاً علي العربة الملكية يحوطها سله من حرس الشرف بالزي التقليدي لحراس القصر الملكي .. و سله اخري من راكبي الأحصنة الملكية .. ثم الملك تشارلز .. واخته الاميرة ان و شقيقه الامير اندرو و شقيقه الامير ادوارد .. ثم ولي عهده الامير وليم .. و جاء في الصف الاخير الامير هاري و باقي افراد الأسرة المالكة….
كان الموقف الرهيب وهو دخول نعش الملكة الي الكنيسة .. حيث رفعت القبعات و قدم عازف القربي مقطوعة حزينة .. وظهر الحزن بادياً علي تقاسيم وجه الملك تشارلز الثالث واغرورقت عيناه بالدموع وهو يرفع تاجه وينحني ليقبل نعش امه الملكة التي عاش بكنفها ابناً مطيعاً كولي العهد لعقود من الزمان .. في مشهد ابكي العالم .. الا وهو الحب والوفاء من أبن لأمه.. مشاعر اقشعرت لها الأبدان حول العالم .. بل تأكيد ان الام هي الام لا فرق فيها بين ملك و مملوك …
ثم جري مراسم تسليم التاج الملكي الذهبي المرصع بأحجار كريمة لها قيمتها و قصتها .. والصولجان .. اللذان عادا الي الكنيسة .. ومن ثم تم توجيههم من الكنيسة الي الملك الجديد تشارلز الثالث…
القي رئيس اساقفة الكنيسة كلمة بدءها بإسم يسوع المسيح و الروح القدس والملائكة و رؤساء الملائكة.. و أنهاها.. فلتسترح روحك في سلام و لتكن مسكنها هي أورشليم السماوية…
حضر الجنازة ملوك و رؤساء اغلب دول العالم .. تقدمهم الرئيس الاميركي جو بايدن … الذي جاء مقعده في الصف الرابع عشر .. وهو موقف فسره البعض ان الانجليز الذين احتلوا امريكا في الماضي .. تعمدوا ذلك لاظهار قوة المملكة البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس .. تخلف بعض الرؤساء العرب لظروف غير معلنة .. قام ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بالتوجه الي المملكة قبل الجنازة و قدم تعازيه للملك تشارلز ..
هاجمً الكثيرين نجم ليفربول مو صلاح لرثاءوه الملكة .. صلاح الذي بزغ نجمه في الملاعب الانجليزية و يتقاضي نص مليون جنيه استرليني اسبوعياً .. الذي صفقت له الملكة واكرمته بمقابلة لا يحلم بها .. مو صلاح الذي هتفت له الجماهير الغير مسلمة و زلزت الملعب بكل حب و ود و فخر .. عاملوه كإنسان فقط .. لم يتنمروا عليه لانه ليس من دينهم او عرقهم .. بل اختاروه احسن لاعب دون تمييز ولا حسابات .. ثم تريدون لصلاح عدم مشاركتهم احزانهم و افراحهم .. والتنكر لهم .. بفكر القبيلة .. بدليل ان من ينتقدون صلاح هم انفسهم يترحمون علي حكام العثمانيين الذين احتلوا مصر و اذلوها و اغتصبوا نساءها في الطرقات …
فعلاً .. انه منطق اللا آدميين الذي خيم علي اوطاننا و خربها .. و اوصلها الي الحضيض …و الفقر و التخلف .
محطات في حياة الملكة اليزابيث
- ولدت في 21 ابريل 1926.
-تزوجت الملازم بحري فيليب ماونتباتن في 20 نوفمبر 1947. - ولادة أبنها الأكبر تشارلز في 14 نوفمبر 1948.
- وفاة والدها و توليها العرش في 6 فبراير 1952.
تتويج الملكة اليزابيث في 2 يونيو 1953 . - اول ملكة تلقي كلمة في الكونغرس الاميركي في مايو ١٩٩١.
- وفاة زوج الملكة الأمير فيليب في 9 ابريل 2021.