بقلم: خالد بنيصغي
تستمر الجزائر في حقدها الدفين للمملكة المغربية باتخاذ المزيد من القرارات “ التائهة “ إن صح التعبير، آخرها فرض التأشيرة على المغاربة الراغبين في الدخول إلى الجزائر ، إن المغرب لا يهتم ولا يكترث للجارة الشرقية ولا لمثل هذه القرارات ، وهو ليس معنيا بأي حال من الأحوال بزيارة الجزائر ، بلد في غاية الحسن والجمال كالمغرب وهو البلد السياحي بامتياز ما الذي يدفع المغاربة حتى لمجرد التفكير في زيارة الجزائر بمشاكلها التي لا تحصى ولا تعد ، بلد كالجزائر الذي يعترف بنفسه أنه ليس بلدا سياحيا فما الذي يدفع أيّاً كان إلى زيارته ؟؟
ووفق آخر مُعطيات رسمية 1492 سائحا مغربيا زاروا الجزائر سنة 2021 في مقابل 300 ألف سائح جزائري زاروا المغرب ما بين سنتي 2018 و2022
وهذه المفارقة الغريبة تلخص كل ما نحن بصدد إثباته ، فالجزائر لا تملك تلك المقومات التي تدفع إلى إغراءات لا يمكن مقاومتها من أجل التحمس لزيارتها ، بخلاف ذلك فالأمر جد مختلف عندما يتعلق الأمر بالمغرب ، فأغلب الشعوب ترغب في السفر إليه ، بل وتحلم بزيارة المغرب ، لذلك لا يجب مقارنة ما لا يمكن مقارنته ، فأقل من 1500 زائر مغربي رقم هزيل جدا ، وعلى العموم فالفئة التي تزور الجزائر لا تخرج عن نطاق الرغبة في العمل في مجالات محدودة تتمثل في نقل إبداع الصناعة المغربية التي تغيب في الجزائر أهمها على الإطلاق فن الزليج المغربي والزخارف والنقش على الخشب والجبص وغيره مما يبهر في الصالون المغربي الأصيل ، وكذا فن الخياطة التقليدية كالجلباب المغربي و” الدراعية والباجادور والقفطان والتكشيطة …. “ وكلها أسماء لأشكال وألوان من إبداع يد الصانع المغربي بما يليق وسمعته على المستوى العالمي .
وغير ذلك لا يفكر المغاربة في زيارة الجزائر إلا اضطراريا كالسفر الدبلوماسي أو الرياضي لا أقل ولا أكثر ، وهو سفر قصير جدا على كل حال ، لذلك فالجزائر تقرر وحدها قرارات لا تجدي ولا تنفع ، لا تضر ولا يهتم لها المغرب إطلاقاً ، فالمغرب يستطيع أن يسير بدون الجزائر ، بينما هذه الأخيرة لا يمكنها ذلك ، وستثبت الأيام ذلك إن شاء الله تعالى .
إن ما يحز في نفوس المغاربة ليس هو هذه المواقف أحادية الجانب من الجزائر ، لكن ما يحز في النفس هو أن الجزائر تفتخر بكونها بلدا شريرا ، وإنه لمن الغرابة أن تجد مثل هذه المعادلة في بلد آخر، في كل مرة تقدم الجزائر على اتخاذ قرار يجعلها في اتهام مباشر على أنها بلد يبحث كيف يهدم وليس كيف يبني ، يبحث كيف يفرق وليس كيف يجمع ، يبحث كيف يحقد وليس كيف ينافس بشرف، والغريب أن قصر المرادية يفتخر لكل هذا ويعتقد خطأ أن هذه الخطوات تجعله قويا ، بينما وللأسف الشديد فالجزائر تتوهم قوة لا تعيشها إلا في الخيال ، ما يحز في النفس هو أن تجد جارك يجبرك في كل مرة أن تجعل البحر حدود المغرب بدلا عنه ، ما يحز في النفس هو أن ترى الحدود ملغاة بين دول عدة في أوربا ، بينما الجزائر تقيم السياج حدودا ، وتفرق بين الأسر والعائلات المختلطة بين المغاربة وإخوانهم الجزائريين من الشعب ، ما يحز في النفس هو أن لا يملك جارك إلا الحقد والحسد كي يقدمها لك عربونا على نجاحات المغرب المتكررة والمتتابعة في كل لحظة وحين ، ويبقى الحقد هو آخر مراحل الفشل ، ولنرى ما الذي تمتلكه الجزائر بعد هذا الحقد وهذه الضغينة هداها الله وجعلها تخرج من هذا المستنقع الرهيب ، أما التأشيرة فلا قيمة لها عند المغاربة ، بالتأشيرة أو بدونها لا يفكر المغاربة في زيارة الجزائر على الأقل في الوقت الراهن .. دمتم بود