بقلم: الدكتور غازي الفنوش
يعتبر مفصل الركبة من أهم وأكبر مفاصل الجسم، ويقع عليه عبء حمل ثقل الجسم أثناء الوقوف والحركة، مما يجعله عرضةً للكثير من الإصابات، لاسيما لدى الرياضيين، ويحتوي مفصل كل ركبة على غضروفين يفصلان بين عظمتي الفخذ و قصبة الساق و هما الغضروف الهلالي الداخلي (الانسي)، على شكل حرف C، والغضروف الهلالي الخارجي (الوحشي) وشكله أقرب إلى الدائري، ويتحرك الأخير ضمن مجال حركة أكبر من الغضروف الهلالي الداخلي اثناء ثني ومد مفصل الركبة، ولهذا يكون الغضروف الخارجي أقل عرضة للتمزق من الغضروف الداخلي الذي لا يجاري بحركته حركة مفصل الركبة فهو ثابت تقريباً .
تساهم هذه الغضاريف في ثبات مفصل الركبة، وتقليل الإحتكاك بين عظام الركبة، وإمتصاص الصدمات الناتجة عن المشي والجري، كما تعمل على توزيع الوزن على كامل سطح عظمة القصبة مما يحافظ على الغضاريف المفصلية التى تغطي سطوح عظام المفصل من التآكل .
أسباب تمزق الغضروف الهلالي:
إن تمزق الغضاريف الهلالية من الحالات الشائعة في مختلف المراحل العمرية، ولكنها أكثر مصادفةً لدى الشباب لممارستهم النشاطات الرياضية بكثرة، فالالتواء القوي أثناء الانشطة الرياضية العنيفة مثل كرة القدم والهوكي، أو الرياضة التي تتطلب التوقف المفاجئ مثل التنس وكرة السلة والغولف، تكون من الأسباب التي قد تؤدي للإصابة، ويزداد خطر الإصابة بتمزق الغضروف مع تقدم العمر لأن الغضروف يفقد جزء من مرونته، كما أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة يكونوا أكثر عرضة للإصابة، وإن إمكانية الإصابة تزيد مع وجود تقوس بالساقين لازدياد في التحميل على الغضروف الداخلي، والنساء أقل عرضةً للاصابة بتمزق في الغضاريف الهلالية لقلة تعرضهن للحوادث مثل الرجال .
أعراض تمزق الغضروف :
ألم موضعي حاد على الناحية الداخلية أو الخارجية من الركبة وذلك حسب الغضروف المصاب داخلياً أو خارجياً، مع تورّم ينجم غالباً عن نزف داخل المفصل، وعدم القدرة على ثني الركبة أو مدّها بالكامل، وشعور بعدم استقرار وثبات في الركبة (يشكو المصاب من فقدان السيطرة على ركبته بشكل مفاجئ، حيث تلف الركبة لا إرادياً، ويعبر عن ذلك بقوله بأن ركبته تخونه )، مع وجود طقطقة في الركبة .
هذا وقد تنغلق أو تنعقل الركبةبشكل مفاجئ locking فلا يستطيع المصاب ثني أو مد الركبة بالكامل .
التشخيص :
يتم تشخيص الإصابة من خلال القصة المرضية وشكوى المصاب، والفحص السريري، ويختلف تشخيص تمزق الغضروف الهلالي الداخلي عن تمزق الغضروف الهلالي الخارجي بموضع الألم، على الجهة الداخلية أو الجهة الخارجية لمفصل الركبة أثناء الضغط على مفصل الركبة، و ملاحظة ضمور في العضلة الرباعية في الفخذ، وقد يترافق ذلك وجود تورم في الركبةناجم عن نزف داخل مفصل الركبة، وقد يتطلب التشخيص اللجوء لعمل رنين مغناطيسي أو منظار لمفصل الركبة لتقييم حالة الغضاريف الهلالية والاربطة المتصالبة في الركبة .
علاج تمزق الغضاريف الهلالية :
يعتمد إختيار نوع العلاج في حالة تمزق الغضروف على عوامل عدة تتعلق بعمر المريض، ونوع النشاطات التي يمارسها، وعلى نوع
التمزق وموقعه .
العلاج غير الجراحي :
بوضع الثلج على ركبة المريض مع رفعها لأعلى.و وضع رباط ضاغط لتقليل إمكانية حدوث نزف بالركبة، وإعطاء أدوية مسكنة للألم،فإذا استمرت الأعراض رغم العلاج فيتم اللجوء للتدخل الجراحي عن طريق منظار الركبة، وينصح غالباً بالتداخل الجراحي عند وجود اصابة مرافقة مثل قطع الرباط المتصالب الامامي .
وهناك عدة طرق لعلاج تمزق الغضروف الهلالي ،أهمها :
- خياطة وتصليح التمزق إذا كان التمزق بسيط وغير متهتك.
- إستئصال الجزء المقطوع فقط مع المحافظة على أكبر جزء ممكن من الغضروف و ذلك لأهمية الغضاريف الهلالية بالنسبة للركبة.
- وحديثا هناك محاولات لتطوير غضاريف هلالية صناعية لتعويض الغضاريف التي حصل بها تلف كبير.
التأهيل :
الهدف من التأهيل سواءً مع العلاج التحفظي أو بعد العمل الجراحي هو تقوية العضلات لاسيما عضلة الفخذ الرباعية التي غالباً ما تعاني من ضعف وضمور في حالات التمزق المزمنة ، وكذلك العمل على استعادة مدى كامل لحركة مفصل الركبة وخاصة الثني .