بقلم: يوسف زمكحل
أمريكا وصلت اليوم إلى حد الجنون وهي اليوم تُعرَّض العالم كله لشبح الحرب العالمية الثالثة وتستخدم ما فعلته من حجج واهية في العراق وأولها حجة استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي وهي تريد أن تضحك على العالم وكأن العالم غبي إلى درجة أنه سيصدقها ويصدق كل ما تقوله والغريب أن العالم لا يصدق أمريكا ولكنه صامت وسوريا تدفع ثمناً باهظاً نتيجة لصمودها غير المتوقع قرابة سبع سنوات و لفشل مخطط الربيع العربي في تحقيق كل أهدافه ووقوف روسيا بجانب سوريا الأمر الذي أصاب أمريكا بالجنون وممكن يدفعها لعمل مجنون ممكن أن يدفع ثمنه العالم كله وبدأت أمريكا هي وحلفائها في اختلاق قصة تسمم سكريبال رئيس المخابرات الروسي الهارب ومقيم في إنجلترا ثم تلفيق قصة استخدام سوريا للسلاح الكيماوي وهي قصة مل العالم من استخدامها فهم استخدموها في العراق من أجل دخولها واكتشفنا كذبهم في النهاية والمضحك المبكي في الموضوع صمت العالم العربي فأمريكا وتركيا وإسرائيل يشبعون سوريا اعتداءات ولا نسمع دولة عربية تدعو إلى مؤتمر قمة عربي مثلاً لمناقشة هذه الاعتداءات مثلما فعلوا عند غزو العراق للكويت ولا يخرج السيد احمد أبو الغيط رئيس الجامعة العربية علينا باي بيان وكأن سوريا تنتمي لكوكب آخر ويبدو أن الجامعة العربية لا تناقش إلا الموضوعات التي تخص الدول الغنية أو عند أي اعتداء من بعيد أو قريب يمس الدول الغنية وسوريا أصبحت نظراً لصمودها من الدول المغضوب عليها ليس عالمياً فقط ولكن عربياً و خليجياً بصفة خاصة وحسبي الله ونعم الوكيل واليوم كل العرب يشعرون بالعار لما يحدث في سوريا إلا من يجلسون على الكراسي فهم أما سعداء بما يجري أما خائفون مما يجري خوفاً من أن يطولهم يوماً ما . والعالم كله يترقب أمريكا التي تخطط لضرب مواقع في سوريا بصواريخ توما هوك وترفض الدخول بطائرات أو قوات مشاة لتجنب الخسائر المحتملة وروسيا تخطط هي الأخرى لتسليح سوريا بأسلحة مضادة لتلك الصواريخ وهي اعتبرت أن ضرب أمريكا لسوريا سيكون جريمة حرب ولن تسكت إذا تم الاعتداء على القوات الروسية ففي هذه الحالة سترد بالمثل وما بين أن يحدث هذا او عكس هذا سيظل العالم يحبس انفاسه خوفاً من اندلاع شرارة الحرب العالمية الثالثة الذي لا يعلم مداها إلا الله وكل ما نرجوه هو الحكمة لمن يحكمون هذا العالم ويفرضون قوتهم المفرطة من أجل تحقيق مكاسب إستراتيجية من وجهة نظرهم وهم لا يدرون أنهم يعرضون العالم كله لخطر الفناء .