بقلم : على أبودشيش
الحب هو ذلك الشعور الذي يمثل الرغبة في وجود الأشياء ويعتبر المصريين القدماء هم من أول ما عبروا عن الحب قديمًا، وذلك لما يمثله الحب من ركيزة أساسية لبناء الحضارة المصرية العظيمة.
ودونت الكثير من قصص الحب على ورق البردي وجدران المقابر والمعابد، حيث كانت الإلهة «حتحور» رمزًا يعتبر عن الحب والحنان.
وكان المصري القديم شديد التميز في اختيار الكلمات والمعاني التي تعبر عن حبهم، فكلمة «مر» تستخدم حيث يعبر الشاب لفتاة عن حبه، فهي تعني «أحب».
ومن أعظم القصص عند الفراعنة هي قصة حب «ايزيس وأوزريس» التي تعتبر أشهر قصص الحب الإسطورية غير الحقيقية عند الفراعنة، قصة عشق إيزيس زوجها أوزوريس وجمعت أشلاءه بعد وفاته وبكت عليه فكانت دموعها نهر النيل.
وهناك قصص كثيرة انتشرت قديمًا بين الملوك والملكات منها الملك «إخناتون» وزوجته «نفرتيتي»، التي على الرغم من تغير الديانة والعاصمة إلا أن الملكة نفرتيتي وقفت بجوار زوجها، وظهر ذلك من خلال الكتابات التي وجدها الباحثون في التاريخ.
وأن قصة حب الملكة «نفرتاري» زوجة الملك العظيم رمسيس الثاني، الذي كان لها دورا هاما وترجم ذلك في قصة حب شهيرة بينهم، حيث وقفت الملكة إلى جانبه في أزماته، ولم ينس الملك رمسيس مواقف حبيبته فأحبها بطريقته الخاصة، حيث كتب لها على واجهه معبدها في أبو سمبل «أمر جلالة الملك رمسيس الثاني بإقامة هذا المعبد من حجر جميل جيد لزوجته نفرتاري التي تشرق الشمس من أجلها».
ومن أشهر قصص الحب في العصر القديم أيضًا، قصة حب القزم «سنب وزوجته» فعلى الرغم من أنها بجسد عادي إلا أنها قبلت الزواج من قزم ويظهر السعادة من خلال الابتسامة الجميلة على التمثال الموجود بالمتحف المصري لهما.
كما أن التماثيل المصرية أظهرت كيفيه الحب مثل تمثال «أمنحتب» و»تي» وتمثال «رع حتب» و»نفرت» وتمثال «منكاورع» وزوجته والعديد من التماثيل التي تظهر علاقة الحب والمودة بين الرجل والانثي في مصر الفرعونية.
ومن أهم ما كتب عن الحب الغزل، من حيث الطبيعة وتتمثل في «المياه، الهواء، الغذاء، الفاكهة» هكذا قال المصري القديم عن حبيبته وقال: «حبيبتي ليس لها ثاني هي أجمل الجميع أنها تشبه نجمة الصباح عند شروقها مع مطلع عام سعيد ساحرة هي نظرات عينيها رقيقة هي كلمات شفتيها، نبيلة هي فى مظهرها عندما تسير على الأرض، إنها تأسر قلبي بجمالها».
وتابع أنه «وجد في إحدى البرديات قديمًا شعرًا: أنتي الأجمل بين النساء ليس كمثلك أحد.. أنتي النجم المشرق في مطلع سـنة جديدة.. أنتي زخات الـماء في يوم الفيـضان، أما أنا فغـارق لرأسي تحت أمواج الحب، ثغرك برعم زهرة نهدك ثمرة تين، جبينك طوق من عاج أما أنا فأوزة برية، سقطت راضية في شـــرك الحب، حبك في قلبي كبوصة في أحضان الريح، يقتلعها ويطير بها كيفما شاء من بستان إلى بستان».