بقلم: خالد بنيصغي
في كل مرة تحاول فيه الحكومة الجزائرية إلحاق المزيد من أشكال الأذى للمغرب ضحية هذا الجار “ الحكومي “ الحاقد بدون أي سبب واضح على التقدم الكبير الذي تعرفة المملكة المغربية الشريفة العريقة في التاريخ برجالاتها الأكفاء الفاتحين لبلاد العجم من مثل “ طارق بن زياد “ والسلطان “ يوسف بن تاشفين “ وغيرهما ، إضافة للأسرة الملكية الحاكمة التي توارثت بناء المغرب عبر التاريخ وجعلته دائما في المكانة اللائقة به إقليميا ودوليا ..
تهريب “ غالي “ زعيم البوليساريو وإدخاله إلى إسبانيا عبر جواز جزائري مزور صراحة قد أخجل كل من إسبانيا والجزائر ، وما قد يقال في هذا الموضوع فقد تطرقت له الصحافة المغربية والعربية والدولية أيضا بإسهاب وتفصيل ، وجعلت المغرب صاحب حق والحمد والشكر لله ، لكنني في هذا المقال سأتحدث من زاوية مختلفة لنرى ما الذي يقدمه المغرب من خدمات للعالم في المجال الإنساني والأخلاقي ، وحقوق الإنسان ، وماذا تقدم الجزائر في هذا المضمار وهي التي تتشدق بالادعاء باحترامها هذه الحقوق .
إن انهزامات وانكسارات الجزائر تزداد في كل مرة تحاول فيها أن تحقق – تجاوزا – انتصارا على المغرب ، صحيح أن المنتخب المغربي انهزم في كرة اليد أمام منتخب الجزائر قبل أشهر ، وهو الأمر الذي حرك – أخيرا – قصر المرادية ، ليكلف الرئيس الجزائري “ تبون “ نفسه عناء كتابة تهنئة خاصة للمنتخب الجزائري ، مما أثار موجة من ردود الفعل الساخرة من الشعب الجزائري الشقيق نفسه ، وكأن التهنئة كانت فوزا بلقب إفريقي أو عالمي ؟؟ في حين أن المغرب له إنجازات على المستوى القاري والعالمي في العديد من الألعاب الرياضية ، ولم يسبق أن كانت التهنئة بهذا المستوى البئيس .
نقول إن الجزائر بتهريب رئيس البوليساريو تجعل الإعلام العربي والدولي يقلب صفحات ملفاتها السوداء ، وفي كل مرة نخرج بملف يعري واقع الحكومة الجزائرية التي لا تُنصَّب لخدمة الشعب الجزائري الشقيق ، وإنما تنجح في الانتخابات لتستمر في حقدها على المغرب ولو كلفها ذلك الاستهتار بالجزائريين وإنفاق ملايين الدولارات على مشكل مفتعل في الصحراء المغربية ، ضاربة عرض الحائط مصلحة شعبها الذي يتخبط في مشاكل عويصة ، رغم أن حلها سهل شريطة أن تصرف تلك الملايين من الدولارات على الجزائريين ، بدل أن تصرف على مشكل مفتعل لا تستفيد منه الجزائر أي شيء .
ملف اليوم عن الجزائر هو غيابها التام عن أي مساعدة حقوقية ملموسة ، فبدل الادعاء المستفز أنها تساند الشعوب المقهورة ، فأين هي الجزائر من الهجرة غير النظامية للأفارقة من الساحل وجنوب الصحراء وأغلبهم من الشباب ؟؟ أين حصة الجزائر من الإخوة السوريين المغادرين لسوريا جراء الحرب ؟؟ صراحة تخجل الأرقام أن تظهر أمامنا ، فهي شبه منعدمة ..
إذا طرحنا نفس الأسئلة على المغرب فهناك عمل إنساني حاضر ، وعطف بارز في احترام حقوق الإنسان ، ولنذكر بعض الأمثلة لنعرف ما يقدمه المغرب من مساعدات حتى إنه حقق الاستقرار على أرضه ( أرض العطاء والرحمة ومشاركة الوطن مع غير المغاربة من الأفارقة والعرب )
منحت المملكة المغربية ابتداء من سنة 2014 الإقامة القانونية لـ23 ألف مهاجر غير نظامي ينحدرون من 112 دولة، وذلك خلال ثلاث سنوات، فيما حصل 680 مهاجرا على بطاقة اللجوء السياسي .
ويقدر عدد المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء المقيمين في المغرب بشكل غير شرعي حسب الإحصائيات التي قدمتها الحكومة المغربية ما بين 25 و40 ألف مهاجر، يضاف إليهم حوالي 2500 سوري مهاجر فار من ويلات الصراع في سوريا، حيث كانوا يرغبون في العبور لطلب اللجوء في أوروبا.
في الوقت الذي تبدو خطوات المغرب هامة وفعالة في مد يد العون للإخوة الأفارقة والعرب ، نلاحظ غياباُ تامّاً للجزائر في تقديم أي مساعدة في هذا المجال ، ونحن نتساءل بكثير من الدهشة والاستغراب إن كانت تهتم بعصابة البوليساريو وادعائها أنه عمل إنساني ، في الحين ذاته تغض الطرف عن الشباب الإفريقي والعربي الذي يغرق في قوارب الموت ، على أن هذا الأمر ليس ذا طابع إنساني ..
المغرب أيضا قدم للبلدان الإفريقية خدمات جليلة حتى في بلدانهم الأصلية بخلق العديد من المشاريع التنموية في عدة مجالات كالصحة والفلاحة والصناعة والتجارة … وهو دائما مستعد في أحلك الظروف للمساعدة ومد يد العون .. هو إشعاع مملكة وانفتاح إنساني وثقافي وعرقي وديني .. وسيظل المغرب هكذا رغم حقد الحاقدين وكيد الحاسدين ، فقط يجب أن نشير في الختام إلى أن إسبانيا حتى هذه اللحظات تبحث عن مخرج لاسترداد علاقتها الحتمية مع المغرب ، حيث وجدت نفسها أمام شريك حقيقي ، قد أضاعت ملايين الدولارات لشركاتها العملاقة المستثمرة في التجارة وغيرها ، إضافة إلى عملية عبور التي لا تمر اليوم عبر التراب الإسباني ، وهي العملية التي ضيعت ملايين الدولارات على الجار الأندلسي .. ومن المنتظر أن تجد الصيغة الملائمة لاسترداد صداقة المغرب الاستراتيجية بما يليق وسمعة المملكة المغربية الشريفة .. وهذا أمر مِؤكد عند أغلب المحللين والخبراء والعارفين بخبايا الاقتصاد والأمن العالمي .. دمتم بود .