يقول البعض إنّه حينما تُمطر في واشنطن عليك فتح مظلتك في أوتاوا. وتُستعمل هذه العبارة للتعبير عن الارتباط والتداخل بين كندا والولايات المتحدة اللذين يتقاسمان أطول حدود أرضية في العالم – 9.000 كم.
ولن تكون نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة دون أثر على العلاقات بين البلدين، كما يعتقد أستاذ العلاقات الدولية في كلية القوات الكندية في تورونتو، ميلود شنوفي.
ووفقاً لهذا الأخير فإنّ عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض ’’ليست خبراً سارّاً لِكندا والسبب في ذلك هو أنه لا يمكن التنبؤ بقرارات ترامب. ولا نعرف ما الذي سيخرج به فيما يتعلق بكندا.‘‘ما لن يحدث أبداً هو القطيعة التامة بين البلدين، لأن العلاقات الأمريكية-الكندية تتسم بالطابع المؤسساتي. نقلا عن ميلود شنوفي، أستاذ العلاقات الدولية في كلية القوات الكندية (تورونتو)
وأضح هذا الأخير أنها تستند إلى ممارسات مستمرة منذ عقود من الزمن. ’’هناك تكامل قوي في العديد من المجالات الاقتصادية والأمنية والدفاعية وغيرها.‘‘
ووفقًا لِوزارة الشؤون العالمية الكندية، تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 400.000 شخص يعبرون الحدود الكندية الأمريكية كل يوم وأن حوالي 800.000 مواطن كندي يعيشون في الولايات المتحدة.
ويعيش معظم الكنديين – اثنان من كل ثلاثة – على بعد أقل من 100 كيلومتر من الحدود مع الولايات المتحدة.
ويشكّل انتخاب دونالد ترامب، حسب الأستاذ شنوفي، تحدّيا ’’لِصناعات التصدير التي تصدر إلى الولايات المتحدة، ولا سيما صناعة التعدين. إذ أنّ ترامب مهووس برغبته في تحقيق فائض تجاري دائما مع شركائه.‘‘
ولهذا السبب، قال خلال الحملة الانتخابية إنه سيزيد ’’الرسوم الجمركية على المواد الخام التي تستوردها الولايات المتحدة من كندا. وهذه أخبار سيئة للاقتصاد الكندي.‘‘
وقد عبّر بعض المتعاملوين الاقتصاديين الكنديين (نافذة جديدة) في مجال التصدير عن قلقهم خلال الحملة الانتخابية.
وذكّر أستاذ العلاقات الدولية، أنّه من ’’وجهة النظر هذه، ستكون هناك مشكلة بغض النظر عن أي حكومة ستكون في أوتاوا، سواء الليبراليون أو المحافظون. لأنّ موقف الأميركيين في عهد ترامب لن يتغيّر.‘‘
وبالمقابل ’’هناك قطاع سيكون سعيدا جدًا بهذه الانتخابات، وهو قطاع الدفاع والأمن لأن ترامب سيضغط على حلفائه لزيادة ميزانية الدفاع‘‘.
وذكّر ميلود شنّوفي أنّ ’’زيادة ميزانية الدفاع أمر يطلبه هذا القطاع في كندا، لكن يسبب ذلك مشكلة حقيقية للحكومة حتى إذا وصل المحافظون إلى السلطة. لأنها تعني زيادة خلال فترة الضغط على الميزانية. وهذا أمر صعب للغاية، وتقليدياً في كندا، لم يكن الاتجاه أبدًا نحو تضخم ميزانية الدفاع. كانت هناك زيادة فقط خلال الحرب الأفغانية.‘‘
تعزيز للشعبويين في كندا
ويرى أستاذ العلاقات الدولية أنّ انتخاب دونالد ترامب سيدفع بالشعبويين في كندا إلى ركوب موجعة شعبوية ترامب.
’’ للأسف، بلد مثل كندا، الواسع جدا جغرافياً، لكن من حيث الوزن العالمي فهو متواضع إلى حد ما.‘‘
وقال إنّه ‘‘حتى لو كانت مواضيع الشعبويين، خاصة على المستوى الفيدرالي، غير متطابقة تمامًا، خاصة فيما يتعلق بمسألة الهجرة.أتوقع أن يكون هناك المزيد من الشعبوية في كندا.نقلا عن ميلود شنوفي، أستاذ العلاقات الدولية في كلية القوات الكندية (تورونتو)
وفيما يخص الهجرة، قال ميلود شنوفي إن ’’سياسة ترامب وحشية للغاية تجاه المهاجرين القادمين من أمريكا الوسطى‘‘
ووفقاً له، ’’من الممكن، وليس من المؤكد، ولكن من المحتمل أن يكون لذلك تداعيات على كندا حيث سيهرب الناس من أمريكا ترامب إلى كندا.‘‘