بقلم : أمال مذهر
الحياة حلوة بفرحها ومرها، مشاكلها وصعوبة تأمين حاجيات تأمين سعادتنا والعيش في بحبوحة كما كانت قبل أن تفاقمت الظروف السابقة واحتلال كوابيس الخوف والفكر بعد اجتياح الوباء اللعين ( الكورونا) (والكوليرا )لاحقا في حالة فريدة فقد الكثير من رؤوساء الأعمال شركاتهم ومطاعم أقفلت وأفلست وموظفين تم تسريحهم وبطالة وإحباط لكثير من الناس ،للأسف هذه حالة عامة الشعوب ربما حالة عالمية وتشريد ولجوء ملايين البشر شردتهم الحروب لم ترحم ويد القدر تجعل الإنسان البائس في حالة ضياع يفتش عن سبيل النجاة !
ويبقى السؤال هل الاستسلام هو الحل وترك الظروف تأخذ مجراها على إحباط النفوس والاكتئاب والتوقف عن الكفاح وإطالة معاناتنا كشعوب غارقة بالضياع؟ أم التحدي والصمود ونكشف عن نفوسنا ونناضل بالعمل الدؤوب لننال ما نريد وهذا بالإرادة القوية ! هذا ما أراه بقصص وحكايات ، ووصول الملايين للمهجر وفي نفوسهم تحقيق حياة أفضل في بلاد بعيدة عن الصراعات السياسية لحياة أفضل لضمان سلامتهم أمنيًا ،والحياة التي من خلالها يجدوا السعادة بعد إنهيار الوطن وسلطته مع عصابات وحكام غير مسئولين عن حياة البشر وأصبح الغني في فقره يحتاج لمساعدة عائلته .
(قصة نبيل المكونة من ستة أفراد تحتاج بأقل تقدير لصحة جيدة ! كيف للنفوس ان تكون بخير وصحة جيد وهي بأمس الحاجة لتوفير ما يريد وغير متوفرة وإن توافرت يصعب تأمينه لضيق الحال ! نبيل رجل عصامي مصمم على تحقيق آماله في مستقبل أولاده ،تقدم الى إحدى السفارات للحصول على فيزا تمكنه من السفر . انتظر نبيل قبول موعد المقابلة المقرر بفارغ الصبر ،في العاشر من شهر آب توجها نبيل وأفراد عائلته الى السفارة الكندية بإنتظار المقابلة وقلبه يزداد نبضه مرددا في سره بصلاته لله بالموافقة لتكون له حظوظ من الرب بالقبول.
تمت المقابلة وكانت ناجحة بقبول طلبه بصفة مهاجرين فرحنا إكتمل وأصبح الحلم حقيقي ،والخطوة المقبلة هو الحركة لتأمين مبلغ كبير لبطاقات السفر وأموال اللبنانيين محجوزة ومصادرة ،و لا حيلة دون الإقدام على بيع البيت وكل ما نملك لتأمين تكاليف السفر والهروب وإنقاذ الأسرة وتأمين حياة سعيدة ومستقبل يضمن حياة أولادنا خ )…..قبل نهاية العام . أقلعت الطائرة وحطت بسلام بحمد الله بالسلامة وكان بإستقبالنا صديق العائلة متأهلًا بنا رافقناه الى داره للراحة من السفر تناولنا الأحاديث بفرح ،بعد استراحة قليلة توجهنا الى الفندق (هوليداى إن ) .
في الأسابيع الأولى تمكن نبيل في إختيار مكان سكنه قريب من الجامعة والمحلات التجارية ومرافق الدولة ومن حدائق ومشافي وصيدليات في مدارس في المنطقة واستأجر شقة مكونة من خمسة عرف ونصف لحاجة الأسرة وتمكن من تأمين أولاده كل في مكانه للصفوف الذي يستحقونه وزوجته ايضا انصرفت الى التفتيش عن عمل حتى في المعامل ونبيل تقدم بطلب توظيف في إحدى الشركات لإختصاصه ، وهكذا ارتسمت الفرحة في عيون الإسرة والنشاط لتحقيق أحلامهم بحياة سعيدة .
التحق نبيل بعمله بعد قبول طلبه الأولي ،والزوجة وجدت إحدى الشركات لصنع الملابس في المنطقة التجارية وفي نفسها الأمل والعمل بين البيت ومسؤوليتها لخدمة عائلتها دون تأخرها عن مواظبتها عن العمل، الجميع التزم بنظام الحياة الجديدة ،ومثلها الكثير من العائلات التي فرضت عليها ترك أوطانها
ويبقى السؤال هل الإنسان يستمر متمسك بالأفكار والحياة التي وصلت اليه البلاد ؟أم يخضع لتطور الأوضاع والتنازل عن رغباته في ترك مسقط رأسه وأهله ويستسلم لحياة جديدة ولإكتشاف الفرق بين دولة تحترم شعبها ليعيش بسلام بعيداً عن وطنه ووطن أجداده!!!