بقلم : أمال مزهر
حكاية من هاك الزمان والمكان )سانتودمينكو ) الواقعة في قلب أميركا الجنوبية ، بطلتها سيدة في عقدها الثاني قامتها صغيرة بشرتها سمراء عيونها الشهباء كعيون ألمها خفيفة الرشاقة من في سنها حيوية هادئة صبورة في قلبها تحمل أسراراً وعيونها تفضحها يتيمة دفن سر وجودها ومن أبوها بموت والدتها وهي تلد أختها ،كانت صلواتها ورجائها أن أمها تبوح بالسر وتعرف أبوها منّ يكون ؟ بلحظة النفس الأخير لخروج الروح من صدرها ليدفن سرها معها هي بنت منّ ؟
سؤال حيرها لسنين وهي برعاية الجدة وأولاد العموم جيش من الشبان نظراتهم لها كانت كحد السكين وإحساسها حزين وشعورها تجاه أسئلة كثيرة في عيون من حولها هي بنت منّ؟
أحبت شاب ورمي شباكه حولها لعجزها عن حماية نفسها قبل الزواج،أنجبت طفلة جميلة وقبل نهاية الأربعين يوما من الولادة هجرها وتركها لملامة ألسنة الناس ، دارت الأيام وألسنة الناس تجرح وتلسع خاطرها .لا معين غير الله وانصرفت في ترميم حياتها وكسب لقمة عيشها وطفلتها بصعوبة الحياة .
في يوم من الأيام رجع الرجل الذي غدر واعتدى عليها ليشاهد طفلته التي ولدت وحيدة ليتكرر اعتداءه أراد أن يسلخها من حضن أمها وهي لم تتجاوز سنواتها الأربعة تاركا الأم الحزينة لا وسيلة لها تسرح في أفكارها وألمها لهذه المأساة بحرمانها من طفلتها بين مخالب الوالد المغرور . لم تستسلم الأم الحزينة وهي تحمل في قلبها مشاعر الحب الحنان والشوق لطفلتها التي حرمت منها بسبب فقرها بعد حكم المحكمة بعدم حضانتها لتخسر حقها . . أرادت بتصميم برسم خريطة الطريق طالما تتمتع بالنشاط وبشبابها بالعمل. لاستعادتها وضمها لصدرها لمشوار شاق بإيمانها بتحقيق حلمها وما المانع؟ عندها صديقة تعيش في الولايات المتحدة تواصلت وطلبت منها المساعدة بأي وسيلة للحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة لمساعدتها في إيجاد عمل يمكنها الخدمة في البيوت. و بأسرع وقت انتقلت إلى Cabimas لتلاقي أسرة تعمل على مساعدتها مقابل تحضير أوراقها على أنها متزوجة من رجل فنزويلي وتعمل بخدمة معاق لتسهيل الحصول على تأشيرة سياحية وتسافر برفقتهم ، وطالت الأيام سنة ونصف السنة لحين حالفها الحظ بالحصول على الفيزا السياحية، ونجحت في تأمين عمل وعليها العمل الدؤوب والجهد لتسديدها ألوف الدولارات ، كانت عودة الروح والبسمة والفرحة بأمل أن تستطيع العودة ولو بعد حين لتحتضن ابنتها متحدية كل المصاعب والمتاعب من أجل غاية واحدة أن تعود وتأخذ فلذة كبدها وتفرح بأمومتها وتحكي قصتها وتحقيق حلمها بالإرادة لا بالاستسلام .