بقلم: خالد بنيصغي
عيد الفطر أو العيد الصغير كما يعرف في المغرب هو فرصة للاستمتاع بقضاء أروع الأوقات مع الأهل والأصحاب والعودة لممارسة العادات والتقاليد الاجتماعية والدينية، المغرب دولة عربية إسلامية تقع في أقصى شمال غرب أفريقيا عاصمتها الرباط . يطل المغرب على البحر الأبيض المتوسط شمالا والمحيط الأطلسي غربا و تحده شرقا الجزائر وجنوباً موريتانيا. مساحته 710,850 کیلومتر مربع وعدد سكانه 37 مليون نسمة ، كما أن نظام الحكم ملكي دستوري.
ونظرا لقرب المغرب من أوروبا فهو يعتبر وجهة سياحية مفضلة للعديد من السياح الأجانب وخاصة الفرنسيين والإسبانيين .
العشر الأواخر من شهر رمضان : هي افضل عشر ليالي للعبادة والعمل الصالح ويتحرى المسلمون ليلة القدر بما لها من مكانة عظيمة في نفوس المسلمين ، قال الله تعالى ( ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر) ومن أهم الأعمال في شهر رمضان هو قراءة القرآن الكريم بتدبر وخشوع ، ويتميّز المغرب عن غيره من الدول الإسلامية في شهر رمضان المبارك بما يلي :
مبروك العواشر : اعتاد المغاربة على ترديد عبارة مبروك العواشر لتهنئة بعضهم البعض عند حلول شهر رمضان ، والعواشر تعني في الموروث الثقافي المغربي العشر أيام الأخيرة من شهر رمضان الفضيل .
الاحتفال بالأطفال الصائمين : من العادات المغربية الأصيلة هي الاحتفال بالأطفال الذين صاموا أول يوم رمضان فيَتِمُّ تحضير فطور خاص بهم وصينية خاصة تضم الحليب والتمر والفواكه الجافة ، وزغاريد النساء تُعلن عن عظمة وقيمة صيام الأطفال في شهر رمضان الكريم .
ليلة القدر : يحتفل المغاربة بليلة القدر ليلة السادس والعشرين من رمضان وخلالها يحظى الأطفال الصائمون باحتفالية جماعية في شوارع المدن المغربية يلبسون الأزياء التقليدية ويرتدي البنات الحلي وتَرْكَبْنَ الهودج الخاص بالعروس بينما يركب البنين الخيول المدينة .
الدروس الحسنية : هي دروس تلقى داخل القصر الملكي ، ويحضره عاهل البلاد والعديد من العلماء والمثقفين خلال أيام شهر رمضان ، ويتم نقلها على قنوات الإذاعة والتلفزيون المغربي .
« الحريرة» و «لشباكية» و «الزميطة»: تتفنن الأسر المغربية في تحضير أطباق ومأكولات خاصة برمضان وتتنوع المأكولات المغربية بين المالحة والحلوة مثل شوربة الحريرة وحلوى الشباكية وأكلة الزميطة بخلاف المعجنات والمكسرات والعصائر والمشروبات ، إضافة لأنواع التمور الفاخرة مثل تمر المجهول التي تقدمها موائد الإفطار المغربية مع إشراقة أول يوم من شوال بداية عيد الفطر المبارك فقد عاد السرور إلى القلوب وعادت البركات والخيرات بعودة العيد .
مظاهر عيد الفطر في المغرب : في اخر ليلة من شهر رمضان المبارك يتجول «النفَّار» أو ما يسمى «المسحراتي» في شوارع الأحياء الخاصة به طلبا لزكاة الفطر أو ما تجود به الناس من أموال وهدايا .
تنبعث الروائح الطيبة من البخور والمسك في كل البيوت المغربية احتفالا بهذه المناسبة الكريمة وهي عيد الفطر المبارك و تجتهد النساء في تنظيف منازلهم ليكون في ابهى صوره .
تقوم المغربيات بإعداد ما لذ وطاب من الحلويات وفطائر العيد مثل « المسمن» و «كعب الغزال» و «لمحنشة» و «الكعك المنقوش» مع شراء الفواكه المجففة التي سيتم تقديمها في أول أيام العيد .
يقوم المغاربة بتوزيع الزكاة على الفقراء والمحتاجين ثم يتوجهون للصلاة في الهواء الطلق ، كما تمتلئ المساجد بالتكبير والتهليل مما يضفي جو روحاني رائع
ويحرص الرجال والنساء على ارتداء ملابس العيد فيرتدي الرجال الجلابية أو « الكندورة» أما النساء فيلبسن الجلابية التقليدية الفضفاضة المطرزة .
بعد أداء صلاة العيد والاستماع إلى الخطبة يبدأ المغاربة في تبادل عبارات التهنئة والتبريكات مثل « تعَيَّد وتْعاوْد» أي «تحتفل بهذا العيد وتعاود الاحتفال مرات ومرات في الأعوام المقبلة ، وهو كناية عن التمني بطول العمر . كما تتم التهنئة بالقول : « مبارك العواشر»
يتميز عيد الفطر المبارك أو العيد الصغير كما يسميه المغاربة بكثرة الزيارات العائلية تدعيما لمبدأ صلة الرحم وتقوية الروابط الأسرية الذي ينص عليه الدين الإسلامي الحنيف .
وتظهر أجواء العيد في الحركة النشطة في المحال والأسواق التجارية ويزداد الطلب على الكثير من البضائع مثل الملابس وألعاب الأطفال والحلويات .
يستقبل أطفال المغرب عيد الفطر بفرحة غامرة وسعادة كبيرة جدا فيذهب الأطفال مع أمهاتهم لشراء الملابس التقليدية للعيد .
تذهب النساء إلى صالونات التجميل لنقش الحناء على أيديهن وأرجلهن باللونين الذهبي أو البني ، ومن أشهر أنواع الحناء «الفاسية» و «المراكشية» .
عيدكم مبارك سعيد أو كما نقول نحن المغاربة «عواشركوم مبروكة»
ودمتم بود