بقلم : حسّان عبد الله
وصف العيون في الشعر العربي، أروع ما قيل في ذلك…
يقول أبو الطيّب المتنبي :
لا السَّيْفُ يفعلُ بي ما أنتِ فاعلةٌ
ولا لِقاءُ عَدُوِّي مِثْلُ لُقْياكِ
لو باتَ سَهْمٌ مِنَ الأَعداءِ في كَبِدي
ما نالَ منِّي كَما نالَتْهُ عَيْناكِ
بينما يقول عنترة بن شدّاد:
ولَقَدْ ذَكَرْتُكِ والرِّماحُ نَواهِلٌ مِنِّي
وبِيضُ الهِنْدِ تقْطُرُ مِنْ دَمِي
فَوَدِدْتُ تَقْبيلَ السُّيوفِ لأَنّها
لَمَعَتْ كَبارِقِ ثَغْرِكِ المُتَبَسِّمِ
قال ابن الرّومي:
نظَرَتْ فأقصدتْ الفؤاد بطرفـهـا
ثم انثنت عني فكدتُ أهيمُ
ويلاه إن نظرتْ وإن هي أعرضت
وقع السهام ونزعهنّ أليمُ
قال جرير :
إنّ العيونَ الّتي في طرفها حَوَرٌ
قتلننا ثمّ لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللّبِّ حتّى لاحراكَ به
وهنّ أضعفُ خلقِ الله أركانا
قال صفي الدين الحلّي:
كفي القتال وفكي قيـد أسـراكِ
يكفيك مافعلتْ بالناس عيناكِ
كلت لحاظـك مماقـد فتكت بنا
من ترى في دمِ العشاق أفتاكِ
كملتْ أوصاف حسنٍ غير ناقصةٍ
لو أن حسنكِ مقرونٌ بحُسناكِ
قال أحمد شوقي :
و تعطّلت لغةُ الكلامِ وخاطَبَت
عينيَّ في لغة الهوى عيناكِ
وقيل أيضا:
و إذا العيونُ تحدّثت بلغاتها
قالت مقالا لم يقلهُ خطيبُ
قال إدريس جمّاع :
والسّيفُ في الغمد لا تُخشى مضاربهُ
و سيف عينيكِ في الحالينِ بتّارُ