شعر: محمد توفيق صادق
من خمرِ حِبرك قد عتّقتُ أبياتي
هاني أبوحُ بها نايًا وآهاتِ
ذكراكَ في البال نورٌ يُستضاءُ بهِ
كأنها قمرٌ زانَ العشيّاتِ
علّمتني آيةَ العرفان فوحَ شذًى
صِنو الصلاةِ تراتيلاً وآياتِ
ورحتُ أُنشدها في الكون أغنيةً
عذراءَ عصماءَ في مجد المروءات
أعطيتَ أهلكَ ما لم يعطِهِ رجلٌ
وكنتَ فينا أبًا برَّ الأبوَّاتِ
وكنت بين الورى مصباحَ رحلتنا
سيفًا تلألأ في وجهِ المُلمّاتِ
عانقتني أملاً ، هدهتني فرحًا
داعبتَ في غُصُني النامي وُريقاتي
باهيتَ بي : كنتُ طفلًا في ذراع يدٍ
صاغتْ سفينةَ إبحاري ومرساتي
ألستَ من صاغَ فجرًا فوق قريتنا
وشادَ مدرسةً نهجًا وراياتِ
فجاء من يستزيدُ الحرف معرفةً
وجاء من فاتهُ نُعمى القراءات
ألستَ من ألهمَ الطلاب فرحتهُم
يوم النتائجِ فوزًا وانتصاراتِ
تلكَ البراعمُ ما احلولت سنابلها
إلا لديكَ بهاءً وابتهالاتِ
علّمتني الطُّهر في قولي وفي عملي
فالعمرُ وردٌ وعطرُ الورد في الذات
قرأتُكَ الشِعر في نجواهُ عاصفةٌ
برقًا ورعدًا وإعصار الرجولاتِ
رسمتُك البحر عُجبًا في تموّجهِ
لونتُ فيهِ رؤى عينيك لوحاتي
وجئتُ أنظمُ في ذكراكَ قافيةً
أصوغُ عمركَ ديوان الكراماتِ
لهفي عليكَ وتلك الدار خاليةٌ
يا نافحَ النُّبل في ذرّات ذرّاتي
يا زارعَ الورد في قلبي وفي قلمي
وعازف اللحن في أوتار مغناتي
ساءلتُ نفسي وفي أحلامها وطني
عيسى وأحمدُ في قلبي : رسالاتي
فالحبُّ في يدهِ البيضاء نبع جنىً
يستنبتُ الزهر من طُهر التُرابات
والجهدُ في عرقِ العُمال بحرُ وفًا
يستخرج الماس من صلبِ الفلا العاتي
والخيرُ في مشتهاهُ ، منتهى قيمٍ
يستأصلُ السُّمَ من أنياب حيّات
والمجد ! ما المجد إلا الشعب في وطنٍ
يحطّم الظلمَ ، يجتثّ الوصايات
جمَّعتُ منكَ ، أخي، عمري ومنزلتي
فكيف أجمع بعد الموتِ أشتاتي
وكيف أُرجِعُ أيامًا تساورني
تقتاتُ من جسدي في ليل مأساتي
حلمتُ روحَكَ هيمى في مرابعنا
تلملمُ الدمعَ عن أهداب ريشاتي
ورحتُ أسأل عن رؤيا مخيلتي
فارتدَّ صوتُكَ يدوي في سؤالاتي:
الفنُّ والأدبُ الراقي زُها أملي
وملتقى الشعر والأدباء واحاتي
أولى المكارم حلمٌ كان في خَلَدي
وصالةُ الأدباء الصِّيد غاياتي