بقلم: يوسف زمكحل
بالرغم من مرور ما يقرب من ثمانية أشهر على الحرب الروسية الأوكرانية وفرض الغرب على روسيا عقوبات إقتصادية إلا إنها من الواضح لم تأتِ بفائدة وأصبح الوضع وكأن الغرب هو الذي فُرض عليه عقوبات بل وعقوبات قاسية وجعلته يعاني الأمرين بدءاً من تضخم إقتصادي وأرتفاعاً في أسعار السلع ونقصاً مخيفاً في الطاقة وإحساساً بالرعب بالرغم من أن الشتاء القارس لم تهل رياحه بعد .!
أوكرانيا سعيدة بأنها حققت بعض الأنتصارات وأستعادت بعض الأراضي من القوات الروسية إلا أنني على اليقين بأن أوكرانيا لم تكتشف بعد حجم خسائرها والدمار الذي أصابها لأن رئيسها الغبي زلينسكي مغيب أستطاعت أمريكا أن تضحك عليه ودفعته إلى حرب لم تكن في الحسبان ولا يعرف كيف ستنتهي فصولها!
أما أوروبا هي الأخرى مضحوك عليها من قبل الولايات المتحدة التي قامت بتنويمها مغناطيسياً وجعلها تعمل ما تمليه عليها طواعية بلا وعي أو تفكير بأن ما تفعله سيضرها قبل أن يضر روسيا ولم تدرِ أوروبا أن ما تفعله اليوم ربماً يكون سبباً في إنقسام دول الإتحاد الأوروبي التي باعت مصالحها من أجل إرضاء الولايات المتحدة حتى ولو كان هذا على حساب مصالحها أو مصلحة مواطنيها الذين بدأوا يستشعرون الخطر القادم فخرجوا في مظاهرات في أكثر من دولة أوروبية يطالبون فيها بعدم الأنسياق وراء الولايات المتحدة ويطالبون بعودة الغاز الروسي ورفع العقوبات الإقتصادية عنها والتي لم تهز شعرة في روسيا!
أما الولايات المتحدة فهي فيما يبدو تضرب عصفورين بحجر واحد فهي دفعت أوكرانيا للحرب من أجل إضعاف روسيا عسكرياً وإقتصادياً وهي تعرف علم اليقين أن روح أوروبا في يد روسيا التي معظم أنتاجها من الغاز تصدره إليها وبالتالي ستتوقف مصانعها وتموت الحياة فيها وستشعر بالإنهاك الإقتصادي وبالتالي ستضعف هي الأخرى!
ثم بعد أن تعيش ألولايات المتحدة وهم إضعاف روسيا وتعيش أملاً في إنهيار الإتحاد الأوروبي ستتفرغ للصين وما أدراك ما هي الصين عدوها الأول اللدود التي تعمل في صمت ولا تعبر عن ما يجوب في
خاطرها وتبدو أحياناً كما يقول المثل المصري ياما تحت الساهي دواهي!