بقلم: المطران ميلاد الجاويش
في هذا الأسبوع، انطلقنا في مشوار مع القدّيس بولس من خلال الحصص الأربع عشرة التي أقدّمها في «المركز البيبليّ الملكيّ» على تطبيق زوم. هذا المركز الافتراضيّ أنشأتُه السنة الماضية عقب تسلّمي مهامي أسقفًا على أبرشيّة المخلّص في كندا، والهدف منه نشر كلمة الله بين الناس وحثّ المؤمنين على التعمّق في الكتاب المقدّس.
قبل أن نبدأ الحصص، وعدتُ مؤمنيّ قائلًا: إنّ مشوارنا سيكون رائعًا، نرافق فيه بولس من طرسوس مسقط رأسه، إلى أورشليم قِبلَة قلبه، إلى دمشق موقع ارتداده، إلى أنطاكية مركز إشعاعه، إلى روما مربض استشهاده… وختامًا إلى قلبكم مَرمى رغبته.
أنا أعرف بولس جيّدًا، وأعرف مدى سطوته على قلوب الناس. هذا الرسول لا «يقعد عاقلًا»، سيخلب لبّكم بالتأكيد، سيهزّكم، سيخرّب فيكم شيئًا، سيقبض عليكم كما قبضَ يسوع عليه.
بولس، لا يمكنكم إلّا أن تدرسوه. وإذا درستموه، فلا يمكنكم إلّا أن تحبّوه. وإذا أحببتموه، فلا يمكنكم إلّا أن تسيروا وراء المسيح يسوع على خطاه: «إقتدوا بي كما أنا أقتدي بالمسيح» (1 كورنثس 11: 1).
ينتصب بولس أمامنا بطلًا ليس ككلّ الأبطال. إنّه بطلٌ رمحه المحبّة ودرعه الإيمان. يصوّرونه حاملًا السيف، وما سيفه إلّا كلمة الله «سيف الروح» كما دعاها هو نفسه (أفسس 6: 17).
نصيحتي الأخيرة: إذا أردتم أن تبقوا فاترين، باردين، فمن الأفضل ألّا تقتربوا من لهبِ النار هذا، من هذا الرسول الذي أشعل أينما كان محبّة المسيح في القلوب والأفئدة.