بقلم: فـريد زمكحل
تهديد السعودية بخفض الإنتاج ودعم أسعار النفط هذا الأسبوع، من المرجح أن يكون قراراً سياسياً للمملكة نابع من عدم ثقة السعوديين بالإدارة الأمريكية الحالية، حسبما ترى مجلة «فروبس» الأمريكية، أنه ليس من قبيل الصدفة أن يأتي التهديد السعودي بخفض الإنتاج هذا الأسبوع سوى للرد على قرب إحياء الرئيس بايدن للاتفاق النووي مع إيران، الخصم العتيد والأول للمملكة التي ترى أن من شأن هذا الاتفاق تقديم الإغاثة الاقتصادية لطهران، وبدرجة أقل لأسواق النفط العالمية من خلال السماح لإيران التي خنقتها العقوبات الغربية المفروضة عليها بتصدير مليون برميل يومياً.
واعتبر كاتب المقال أن «الرياض» لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تعيد واشنطن شريان الحياة إلى طهران.
وأشار المقال أن تهديد المملكة السعودية هذا الأسبوع بوضع حد أدنى قدره مائة دولار لسعر برميل النفط لا يُسعد الإدارة الأمريكية، وهو ما ينم عن نوع من الانتقام السياسي من جانب المملكة على سعى الرئيس بايدن للتوصل إلى اتفاق نووي إلى جانب تحسين العلاقات مع إيران.
وأكد المقال على استمرارية المملكة بالانحياز لروسيا بصورة أكبر من الولايات المتحدة على مسرح الأحداث العالمية.
ويبدو أننا سنشهد في الأيام والأسابيع القليلة القادمة الكثير من السيجال المتبادل بين الإدارة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، التي تحاول أن تُدافع عن مصالحها الاقتصادية والإقليمية ضد التهديدات الإيرانية المنتظرة في حال إحياء الإدارة الأمريكية لهذا الاتفاق الذي ترفضه إسرائيل وتُعارضه بشدة، لأنه يُشكل نوعاً من التهديد المباشر على أمنها القومي ولا يخدم توجهاته السياسية والإقليمية مع جميع دول الجوار.
بينما تحاول الإدارة الأمريكية الخروج بالقارة الأوروبية العجوز إلى بر الآمان من خلال توفير الطاقة اللازمة لهم لعبور الشتاء القادم المتوقع أن يكون شديد البرودة نظراً للنقص الملحوظ في النفط الذي يصلها من الجانب الروسي والقابل لكل الاحتمالات في حال قام الغرب بفرض المزيد من العقوبات عليه… في مشهد متشابك يُعاند فيه الكل الكل نتاج الحرب الروسية الأوكرانية التي أدت إلى اهتزاز اقتصاديات الدول ، وبالتبعية لغلاء المعيشة وارتفاع أسعار جميع السلع، الأمر الذي يُهدد العالم ويُهدد أمنه واستقراره.