بقلم/ أسماء أبو بكر
أين نحن الآن من زمن كان فيه الحاكم يخاف الله ولا يقدم حساباً لسواه ،وكل ما يخشاه وقوفه بين يديه يوم لا ينفعه مالاً ولا جاه وحسرتاااه يا عرب..!! ليت الفاروق يعود يوما ليطهر أوطاننا مما فعله السفهاء فيها..
ما نراه حالياً ما هو إلا دليل على أن العدل اختفى ،وأن الضمير مات ،فالجراح توسعت ،والنفوس أزهقت، والذئاب البشريه غارقون بحياة الصخب والترف التي يعيشونها ،ولا أحد منهم يلتقط لقمه يضعها في فم فقير يتضور جوعاً،ولا أحد يقدم غطاء لطفل عظامه لا يكسوها سوى الجلد الرقيق قد ملت من العراء فى ظلمه الليل ، .. أصبحت أرواحنا مشردة، وأوطاننا مهمشة،ولا زالت مصابه بكوارث محدقه لا مانع لها ،وأوبئة لا أمصال ولا أدوية لها،ولا بوادر للإنفراج ،ربما نكون نحن الجيل الأخير الذي يدرك حجم المأساة الحقيقة التى نعيشها..فهل من مدكر؟!
- أصبحنا ندعم الطاغية ونمجدهم نعطى حق العيش الكريم للأغنياء فقط ،أصبح الغنى يزداد غنا والفقير يزداد فقرا، أصبحنا نهدى أوسمتنا لأصحاب الفن الهابط ،ونضرب بكل ما عندنا قوة المعلمين أصحاب الفضل علينا .. ، نظام يسود فيه الإستبداد و الإحتكار و النهب و المحسوبية باستثناء دولة أو أتنين فقط ،وندعي أننا وطن عربي ؟! عذرا و لنسمي الأشياء بأسمائها يا عرب!؟ وطن لا يحاسب فيه اللصوص و رؤوس الفساد بينما يمارسوا سلطتهم بإمتياز على الفقراء والضعفاء .. ،وطن لا يبخل على المساكين في غلاء المعيشة ،بينما يبهر وزراءه بالعيش في رخاء دائم وتقاعد مدى الحياة مقابل نومهم في مجلس البرلمان وسرقة أموال الشعب..حقا ؛كم أنت كريم أيها الوطن، حكام كل ما يهمهم أن يرسخوا الغباء و الجهل و يقتلوا روح الأبداع بشباب الغد الواعد ألا تخجلون من أنفسكم،أفيقوا..
كما تكونوا يولى عليكم ؛نحن من نصنع جلادينا وبطانة السوء له ،فحكامنا لم يأتوا من المريخ ولا من عالم آخر؛ ولأننا صنعنا الوهن بأيدينا والعيب فينا،ولأنه ــ على قدر أهل العزم تأتي العزائم ــو كما يقول الشاعر ، وكذا ــ وتعظم في عين الصغير صغارها ــ فلا أظن أن الورد ينبت بالقمامة ،ولا العطر منها يعصر،وما لم نغير ما بأنفسنا فلن يغير الله مابنا ،وخلاصة الأمر فإنه «إفعل ما شئت كما تدين تدان» ، .. فعندما نكفر بالدكتاتورية التى بداخلنا ونطبقها فسنلقى مانتمنى ، فلتعلموا أن الغلاب غلاب النفس قبل مغالبة الغير..
«كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته»تخيلوا لو أن كل من جلس على كرسي الحكم جاء يعمل ولو بشيء قليل مما فعله عمر بن الخطاب «الفاروق «لكان وطننا العربي بخير ، ألا انهم لم يصونوا أماناتهم، وأمتلكتهم كراسي عروشهم فراحوا يقاتلوا لبقائها ،وتاهوا في نظرية المؤامرة ،فكان سبيلهم لتصفية خصومهم من معارضين ومنافسين، وبذلك نسوا شعوبهم وضاعوا بين بطاناتهم والمنتفعين والمتملقين وبين نرجسيتهم ابتلت بهم شعوبهم فأغتنى من بطانتهم من أغتنى؛ بل وزاد غنى وزادت شعوبهم فقرا على فقر وخير مثال على ذلك ما يحدث في بعض البلاد العربية اليوم..
أعتقد أن ماحدث في الماضي والحاضر وربما سيحدث في المستقبل ماهو إلا من صميم ما أردناه لأنفسنا لا لمجرد ما يريده الحكام لنا فقط..
«ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ «ولا أذكي من ذلك الدليل علي أن ما نحن فيه وما نحن بصدده هو بما كسبت أيدينا ،لا بما فعل الحكام بنا، ..إن كنا نطلب أن يتولي أمورنا الصالحين أصحاب العقول الواعيه، فعلينا أن نغير من انفسنا أولاً، لا نطالب بحقوقنا فقط ولا نقوم بما علينا من واجبات، نحن لسنا في حاجة لدعم الحكام لإصلاح أخلاقنا وتطوير أنفسنا التي تخللها الجهل ،..ولكننا في أمس الحاجة إلي الإيمان بالله وحده ، الإيمان بمن لا يتخلل في وجوده وعلمه وقدرته أدني شك، نحن في حاجة إلي الحفاظ علي ديننا الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه» أنه سيأتي يوم علي أمة المسلمين الممسك فيهم علي دينه كالممسك بجمرة من نار في يده»، لو أننا يسرنا ما أمر الله عز وجل بتيسيره وعسرنا ما نهي عنه،ولو أننا أحتكمنا إلي كتابه الكريم وإلي سنة نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأقمنا دستورنا بالعدل منه، لن نهتف يا حكام العرب نحن نعاني ..!!
سيأتي حكاماً يرعوا رعيتهم كما أمر الله ، ياعرب ليس مجئ حكاماً كالفاروق بالأمر العسير، إن عدنا لرشدنا وجودنا أخلاقنا، وجعلنا قوتنا في عدلنا جاء لنا من هم مثل الفاروق في عدلهم ولا أدل علي ذلك من أن الفاروق قد سبب الله الأسباب ليحكم بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن عاصروه بالعدل عندما أرادوا إقامة العدل بينهم، ليس مجرد بحث عن حاكماً عادل بينهم وهم لا يريدون من صميمهم العدل..فعلينا أن نعلم أجيالنا ما يحب أن يتعلموه لينفعهم في حياتهم لا ليحصلوا علي شهادات لا تثبت أنهم متعلمون ولا تنفي جهلهم بالواقع المرير الذي نحياه ،ولا بد أن نرسخ فى عقولهم قيم العدل ومبادئه حتي يكون هناك جيلاً يزيح ستار الجهل ويخرج العرب من بحر الظلام و الظلمات الغارقين فيه منذ نعومة أظافرنا،حينها فقط ستعود لنا السيادة على العالم وسيقف العدو الذي لطالما أراد لنا سوء دوماً مكتوف الأيادي لا يستطيع ان يستكمل مسيرته في دمار العرب ،بل وربما سيعود لعصر الظلام مرة أخري ،إننا بحق نحتاج إلى زلزال أو قوة خارقة تغير العقول وتوقظ أصحاب القرار إذا كان لدينا قرار حقيقي» طالت الغيبوبة أكثر مما ينبغى « أفيقوا ياعرب!.. فنحن في حاجة الي الاتحاد مهما كلفنا الثمن.. اللهم بلغت اللهم فاشهد..