بقلم: يوسف زمكحل
أصبح العالم كله سواء كان الغني منه أو الفقير يعاني من أرتفاع أسعار السلع نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية والتي لا يوجد مؤشرات تفيد بأنها ستنتهي قريباً والمؤسف ما جاء على لسان أحد خبراء الأستراتيجيين بالجمعية العمومية لمنظمة الغذاء (الفاو) بأن أعداد الجوعى زادت لأكثر من 400 مليون نسمة منذ أندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير الماضي وذلك يرجع إلى أرتفاع أسعار الغذاء بشكل كبير وغير مسبوق .
والمشكلة لم تعد في ندرة الغذاء بل في أرتفاع أسعار الغذاء وهذا ما يسمى بالوجه الجديد للجوع أو الجوع المستتر حيث تكون السلعة متوفرة في الأسواق لكنها تفوق قدرة الفقراء على الشراء .
أما الأخطر من الحرب الروسية الأوكرانية هو التغييرات المناخية التي يعاني العالم منها منذ سنوات فمثلاً يضرب الجفاف حاليا القرن الأفريقي في الصومال وجيبوتي وجنوب أثيوبيا وشمال كينيا بسبب أنعدام فيضانات الأنهار نتيجة لأنعدام الأمطار وهو ما تسبب في معاناة الملايين من الجوع .
ومن فترة وجيزة حدثت فيضانات في باكستان ذات الكثافة السكانية وهي من الدول الكبرى المصدرة للقطن وتسببت هذه الفيضانات في أزمة غذاء نتيجة غرق ثلث أراضيها ، وبدأت السيول في الهند هي الأخرى مما سيؤثر على محصول القطن والأمن الغذائي .
ووصلت التغييرات المناخية لأوروبا فتعرضت ألمانيا في جنوبها وجنوب إنجلترا للجفاف أما كندا لم تسلم من هذه التغييرات بعد أن ضرب إعصار فيونا منطة نوفا سكوتشيا والساحل الشمالي السفلى في كيبيك وشرق كيبيك وجنوب شرق لابرادور مسبباً خسائر كبيرة في ظاهرة غير مسبوقة في كندا مما أضطر الجيش للنزول لتقديم المساعدات لسكان تلك المناطق .
والمفروض أن يعقد مؤتمراً عالمياً للمناخ في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية في نوفمبر القادم لمناقشة ومعالجة التغيرات المناخية وإيجاد حلول تحد من التلوث والسموم وانبعاثات الكربون التي تؤثر في تغير المناخ والله الموفق .
و ننتظر النتائج النهائية التي سيسفر عنها هذا المؤتمر باهتمام بالغ!