بقلم: فرج ميخائيل
مازلنا نخطو بخطى واسعة نحو الانحدار السريع فى القيم والاخلاق والمبادئ والتعليم والصحة والاقتصاد والوعى القومى و…و..و…الى ملا نهايه.
برغم كل الدراسات والنظريات والمباحثات والاتفاقات وتغير الوزارات…و برغم كل المجهودات المبذولة والمحاولا ت المستمرة لرفع المستوى والنهوض فى كل المجالات السابق ذكرها إلا أنه مازال يوجد اناس ضد التطور ويرفضون التغيير ولا يهتمون لتحسين الاوضاع بل يسعون لهدم كل طوبة يتم تثبيتها حتى تكون خطوة نحو التقدم ودرجة نعتليها لنرتفع معها فوق مستوى الفقر والذل والجهل والمرض…هذه الاضلاع لمربع العوز والاستكانة والاستسلام واليأس..
وهكذا تسرى الامور بين الصالح والطالح، الملتزم والمرتجل، المثقف والمدعى، انسان يبنى وآخر يهدم..
فمن المسؤول عن هذه الفوضى..ومن يجب ان يحاسب على هذا الاهمال والتواطئ مع ذوى النفوس المريضة والافكار المتطرفة.. وعند وقت التحقيقات يتملص ويختفى كل من كان له يد فى هذا الخراب ويقع اللوم ويتحمل المسؤولية صغار الموظفين والضعفاء اللذين ليس لهم لاحول ولا قوة وليس لديهم الحق فى رفع صوتهم في طلب العدل و والحق فى الدفاع عن شرفهم الملوث بأيدى آلآثمين.
ففى الواقع المظلوم هو الانسان الذى يتقى الله والذى لا يتنازل عن مبادئه والذى يثق ان الآمانة والقناعة هى السبيل الوحيد لتأكيد معانى الشرف وان المعاملة الطيبة هى تأييد لمبادئ الانسانية.
اننا نسمع كثيرا عن جمعيات حقوق الانسان ..وعند سماع هذا المسمى يكون رد الفعل هو الضحك الهستيرى…اننا نظر حولنا فى بلادنا والبلاد المجاورة وبلاد العالم الثالث وهى احق بدراسة احوالها وتغير اوضعها ..فنر ان هذه الجمعيات تعطى المزيد من الحقوق لمن يتنعمون بها..ولكن من هم دون المستو ى فلا احد يأبه بهم الا اذا كان الهدف هو تسجيل برامج تليفوزنية يكون لهل صدى مدوى او ريبورتاج فى الجرائد المشهورة فيزيد اعجاب الجماهير ومعه تزيد التبرعات و المساندة للأفكار التى لا تتعدى حيز صغير وكانهم يقومون بتنفيذ ماكيت لما سوف يتحقق ان اطال الله اعمارنا.!!
فعندما يقل ما يتقضاه العامل عن ما يسمح له بالعيش الكريم و اعنى بذلك اساسيات الحياة من مسكن ملائم ووجبات تمده بما يحتاج اليه وعلاج وتعليم مناسب -فماذا تكون العاقبة ؟ فلنتخيل معا : اما السر قة او الجريمة او الرشوة او التطرف والارهاب وهلم جرى وهذا يعنى فساد النفوس والعقول وانحدار القيم وموت الضمير وتموت معه كل معانى الانسانية ونصبح كالحيوانات والبقاء يكون للماكر الملتوى والاقوى وليس للاصلح …
ويتبع ذلك الحروب النفسية من الحقد والانتقام ويسود منطق الغاب وتغيب الانسانية.
فهل هناك من يجيب على سؤالى :اين هى حقوق الانسان؟؟؟ ومن هم من يدعون انهم قائمون عليها..؟؟؟
فاننا لم نسمع عنهم الا عند نشوب الحروب والثورات المدمرة للبلاد و سكانها واموالهم وتستنفذ ثروات البلاد وتهدم حضارتها وحاضرها ومستقبلها.
ويا ليتهم يقفون بجانب الحق او لصالح الشعب انما قرارتهم تستفز المشاعر وتثير الغضب..وذلك لانهم يتحدثون من الاعالى ولا يلمسون الارض ولو بأطراف اصابعهم ..و حتى هم لايحققون الحماية والعدل كما يتوقعون لان فى قراراتهم يظلمون الكثير وينصفون اناسا على حساب آخرين..
فالذى يحقق العدل هو من يستطيع ان يرفع الظلم ويداوى المريض والمجروح ويوفر فرص العمل للعيش الكريم . هو من ينزل على ارضية الواقع ويتعايش مع المشاكل والالم والاوجاع فيستخدم مواهبه وامكانياته فى توفير الرعاية ونشر الافكار الايجابية والحماس الذى يخلق الامل فى النفوس البائسة..وليس استغلال الظروف الصعبة لتحويلهم الى اصابع تنفذ ما يبتغون..
فهولاء هم صناع الخير الذين يوهبون الحب ويبذلون الوقت والمال والجهد ويضحون فى سبيل الفرد غير مميزين الناس بعضهم عن بعض فهم مثل الملائكة اينما يذهبون تعم الخيرات. “ ما اجمل اقدام المبشرين بالسلام”