بقلم: الدكتور عبد العليم محمود
ماذا عن إصابة الرأس؟
يمكن للصدمات والكدمات أن تسبب الصداع.. رغم أن أغلب إصابات الرأس تكون طفيفة، عليك طلب الرعاية الطبية الفورية إذا سقط طفلك بقوة على رأسه أو إذا تعرض لضربة قوية على الرأس. أتصل بالطبيب، كذلك إذا ظل ألم الطفل يتفاقم باستمرار بعد حدوث إصابة الرأس.
وماذا عن العوامل النفسية؟
إن الضغط النفسي والقلق الناتج ربما عن مشكلات مع الأقران أو المدرسين أو الوالدين – يمكن أن يؤدي دوراً في صداع الأطفال .. فالأطفال المصابون باكتئاب ربما يشكون من الصداع خاصة إذا كانوا يجدون صعوبة في التعرف على سبب مشاعر الحزن والوحدة التي لديهم.
وماذا عن القابلية الوراثية؟
يميل الصداع خاصة الصداع النصفي لأن يكون وراثياً..
ماذا عن أطعمة ومشروبات معينة؟
النترات: وهي مادة حافظة للطعام توجد في اللحوم الصناعية “المعالجة” مثل النقانق والبولونيا يمكنها أن تحفز الصداع وكذلك المادة المضافة الغذائية الجلوتامات أحادية الصوديوم MSG، كما أن تناول كمية كبيرة من الكافيين: الموجود في الصودا والشوكولاتة والقهوة والشاي أن يسبب صداعاً.
ماذا عن المشكلات في الدماغ؟
من النادر أن يتمكن ورم دماغي، أو خراج، أو نزف في الدماغ من الضغط على مناطق من الدماغ مسبباً صداعاً مزمناً متفاقماً .. ومع ذلك فالعادة في هذه الحالات وجود أعراض أخرى مثل مشكلات في الرؤية والدوار ونقص تناسق الحركة.
ما هي عوامل الخطر؟
أي طفل يمكن أن يظهر عليه الصداع، لكنه أكثر شيوعاً في حالات:
1- الفتيات بعد بلوغهن سن البلوغ
2- الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بالصداع أو الصداع النصفي.
3- المراهقون الأكبر سناً.
ما هي طرق الوقاية من الصداع؟
قد يساعد ما يلي في تجنب الصداع، أو تقليل شدته عند الأطفال:
1- ممارسة السلوكيات الصحية
2- تقليل الضغط النفسي
3- تجنب مثيرات الصداع
ماذا عن ممارسة السلوكيات الصحية؟
إن السلوكيات التي تحسن الصحة الجيدة العامة قد تساعد في الوقاية من إصابة طفلك بالصداع كذلك، تشمل تدابير نمط الحياة هذه:
1- الحصول على الكثير من النوم
2- والمداومة على النشاط البدني
3- وتناول وجبات صحية ووجبات خفيفة
4- وشرب 4 – 8 أكواب من الماء يومياً
5- وتجنب الكافيين
وماذا عن تقليل الضغط النفسي؟
إن الضغط النفسي وجداول العمل المزدحمة قد يزيد من تكرار حدوث الصداع. انتبه للأشياء التي تسبب الضغط النفسي في حياة طفلك مثل:
1- صعوبة أداء الواجب المدرسي
2- أو علاقاته المتوترة مع اقرانه
3- إذا كان صداع طفلك مرتبطاً بالقلق أو الإحباط، فضع في اعتبارك التشاور مع استشاري
4- الاحتفاظ بمدونة لتسجيل مرات الإصابة بالصداع
5- يمكن للسجل اليومي أن يساعدك في تحديد ما الذي يسبب صداع الطفل.
6- فلاحظ جيداً متى يبدأ الصداع، ومدة استمراره، وما الذي يساعد على تخفيف الألم، إن وجد.
7- قم بتسجيل استجابة طفلك لتناول أي دواء للصداع
8- مع مرور الوقت سوف تساعدك العناصر التي دونتها في سجل الصداع اليومي على فهم أعراض طفلك بحيث يمكنك اتخاذ إجراءات وقائية محددة.
وكيف نتجنب مثيرات الصداع؟
1- تجنب أن أطعمة أو مشروبات، مثل تلك التي تحتوي على الكافيين، الذي يسبب الصداع.
2- إن سجل الصداع اليومي يساعدك على تحديد الأشياء التي تحفز صداع طفلك فتعرف ما ينبغى تجنبه.
3- إتبع خطة طبيبك، ربما يوصي الطبيب بـ:
أ- دواء وقائي إذا كان الصداع حاداً ويحدث يومياً.. ويتدخل في نمط الحياة الطبيعي لطفلك.
ب- توجد أدوية معينة يتم تنازلها على فترات منتظمة.. مثل أنواع محددة من مضادات الاكتئاب أو أدوية مضادة للتشنج – قد تقلل من تكرار الصداع وشدته.
ميكانيزم الصداع
منذ القدم نعرف أهمية الاضطرابات في الأوعية الدموية والعصبية في ميكانيزم الصداع، وخاصة تلك الأوعية الشعرية الموجودة في الرأس، وذلك نتيجة تمددها لأن كل تمدد في الأوعية الدموية يعمل على ضغط الأوعية العصبية في الدماغ ومن ثم الشعور بالألم الجانبي، كما أن كل تقلص للأوعية في الدماغ يمنع وصول الدم النفي إلى الخلايا ومن ثم يعمل على حصول اضطرابات هضمية نظرية – وجسدية عديدة.
وقد برهن العالم Wolff أن كل تمدد للشريان الأبهر يؤدي إلى حصول ألم جانبي شديد، من هنا نعلم أهمية العلاج بواسطة المسكنات والمهدئات التي تعمل على تخفيف التوتر الحاصل في الأوعية الدموية، ومن ثم تخفيف أعراض الصداع، ففي أكثر الحالات يشفي الصداع مؤقتاً، إلا في الحالات التي يكون السبب فيها ناتجاً عن تورح أحد جوانب الأوعية الدموية نتيجة مرض معين، مما يؤدي إلى ضغط مستمر على الأعصاب المجاورة ومن ثم الصداع المستمر.
بعض العلماء برهنوا على أن الصداع يحدث في حالات تقلص وتمدد الأوعية، وأن الصداع يحدث في حال تقلص الأوعية وانخفاض نسبة الدم النقي دون الـ 60%، كما أنه يحدث أيضا في حال تمدد الأوعية وارتفاع نسبة الدم النقي ما فوق 50%، والصداع يشتد في فترات نبض الأوعية، لذلك نسميه بالصداع النابض.
كما أن هناك بعض العلماء شبهوا الصداع بالعاصفة التي تهب فجأة وتنتهي فجأة دون أن نعرف السبب بشكل واضح.
لكن كل تصوير أشعي للرأس خلال فترة الصداع يبين لنا أحياناً عملية تقلص وتمدد للأوعية الدموية.
من جهة ثانية هناك علماء يعتقدون أن الصداع ما هو إلا نتيجة اضطرابات وتغيرات بيوكيميائية تحدث فجأة في الجسم الحي، كما برهنوا أنه في كل بداية صداع يحدث ارتفاع ملموس في كمية السروتونين عن طريق البلاكيت في الدم، يتبع ذلك إفراغ كميات كبيرة من الـ “H.I.A.5” أي من مادة Hydrox-indol Acetique 5 نتيجة ميتابوليزم السروتونين، مما يؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية لفترة معينة، ومن ثم ضغط على الأوعية الشعرية العصبية والشعور بالألم الشديد.
ولنا تكملة في العدد القادم