بقلم: ماريان فهيم
بعد حادثة وقوع الطائرة الروسية في شرم الشيخ كثرت الاقاويل وعلى رأي المصريين “ هو الكلام بفلوس” فحيناً يقولون ان روسيا باعت مصر وتحالفت مع امريكا وبريطانيا وانهم يستعدون لشن حرب على الشرق الاوسط- وهي الحرب العالمية الثالثة “ بمساندة فرنسا ثاني اقوي جيش في العالم والذي “ ضرب في مقتل “ بعد الاحداث الدامية التي شهدتها باريس، بدليل منع رحلات مصر للطيران من التحليق فى سماء روسيا،وحينا آخر يؤكدون على قوة العلاقات المصرية الروسية وتأكيد رئاسة البلدين على التعاون لمناهضة الارهاب، بدليل توقيع القاهرة وموسكو اتفاقية لإنشاء أول محطة طاقة نووية في مصر
وبين هذا وتلك المصريون تائهون،فلا يوجد مسئول او قناة تليفزيونية تخرج في مثل هذه الازمات تتحدث بأسم الدولة،الجميع يستنتجون والمواطنون يشككون ويخونون ولا يصدقون،فمن يلاحظ ان انجلترا سارعت في اعلان السبب ووافقتها امريكا في موقفها، بينما نحن لانملك سوي نغمة الانكار،حتي خرجت روسيا وحسمت الجدل واعلنت إن سقوط الطائرة كان بسبب قنبلة
المزعج في هذه القصة انه تردد حديث عن دفع مصر 674 مليون دولار تعويضات لروسيا ورغم انه ان صح هذا الحديث سيكون التسديد من قوت المصريين ،لم يخرج مسئول واحد يؤكد او ينفي
وليس هذا فقط المتداول عن حادثة الطائرة الروسية ،فهناك حديث عن تورط جهة رسمية مصرية في تفجير الطائرة وهو امر خطير جدا،والصمت المخزي للتصريحات الرسمية يثير الشكوك حول صحة الادعاء
وقيل ايضا ان انجلترا لم تنتظر نتيجة التحقيقات واعلنت ان الطائرة الروسية تم تفجيرها للضغط على السيسي حتي يؤجل المطالبة بإسترداد 29 مليار جنية إسترليني كانت قد إقترضتها إنجلترا من مصر أثناء الحرب العالمية الأولى بموجب وثيقة تم انقاذها من المجمع العلمي الذي تم حرقه لاخفائها هي ووثائق اخري وحتي اليوم لانعرف مدي مصداقية هذه الواقعة
علينا ان نكون دولة مسئولة ، وان كان لدينا أخطاء نعترف بها بشجاعة و نعمل على تصحيحها ،نريد مسئول عقلاني ولديه معلومات موثقة و مقنعة يخرج علينا وقت الازمات يتحدث باسم الدولة ،ليدير الازمة بالداخل،بدلا من مسئولونا الذين ادمنوا الصمت ،ففي احداث فرنسا كان كل دقيقتين يعلن المتحدث الرسمي عن الأخبار بمنتهى الشفافية ، فانا اؤمن ان الصمت دائما بؤرة الشائعات.