بقلم: كنده الجيوش
تفيد بعض من الأخبار بان الرئيس الأمريكي بايدن سوف يعمل على زيادة الضرائب على الأثرياء الكبار بهدف تحويل بعض المصادر المالية لمساعدة فقراء بلاده. وأشار تقرير نقلته هيئة الإذاعة البريطانية هذا الأسبوع بأن بعض من اهم واكبر أثرياء الولايات المتحدة الذين تقدر ثرواتهم بعشرات المليارات لا يدفعون الضرائب بطريقة ما.
و فكرة بايدن يرحب بها الكثيرين لانها ستعمل على بعض التوازن في مجتمع يرى بأم عينه كيف يمكن لرجل واحد ان يمتلك عددا من البليونات بينما يقبع اخر تحت خط الفقر ويحتاج المعونة الطبية التي لا يستطيع تحمل تكاليفها!
وهذا الامر يحدث في بلد هي رائدة العالم من عدة نواح. ولا يقتصر هذا النوع من البعاد والهوة بين الغني والفقير كظاهرة على الولايات المتحدة وحدها وإنما نراه في اغلب البلدان حول العالم. ولكننا نراه بشكل حاد في الولايات المتحدة وبعض الدول الاخرى لانه يسجل فارقا مرعبا في نوعية الحياة وخدماتها بين من يشتري حذاء او حقيبة يد بعشرات الآلاف من الدولارات ويملك المليارات بينما يعيش اخر تحت خط الفقر.
واليوم مع وسائل التواصل الاجتماعي لم يعد هناك من اسرار .. او جهل لدى الأشخاص بحجم الفوارق حيث ترتسم الهوة الاجتماعية والاقتصادية ووو.. بألوان فاقعة تدعو الجميع للتساؤل عن إنسانية امر كهذا.
وهذه ليست دعوة الى العودة الى النظام الاشتراكي البحت الذي لم يورث سوى الفساد في الإدارة والسياسة. وإنما دعوة للتفكر باصلاح للسياسات الاقتصادية الرأسمالية الاشتراكية من اجل خلق فرص متساوية او متقاربة لكي يكون الجميع منتج بالمجتمع ودخولهم عادلة — مع بقاء من حالفهم الحظ ليكونوا أغنياء بالمليارات.
وفي عالمنا حجم التعب لا يتناسب مع الدخل – وإلا مثلا لكان الفلاح او عامل التنظيفات أغنى العالم – لان هناك عوامل التعليم والذكاء والحظ – نعم الحظ – وغيرها من العوامل التي تحدد في اَي اتجاه تسير حياتك او حياة غيرك. وهذه أيضا ليست دعوة من اجل تناسب الجهد والمدخول لانها معادلة غير منطقية من ناحية وغير واقعية من ناحية اخرى.
ولكنها دعوة كي يكون هناك عيش كريم ووارد مادي منطقي عادل لمن هم في بلدان غنية ولكن نرى فيها فارقا اجتماعيا حادا بين الغني والفقير .. وهي أيضا دعوة لكي يساعد ذوي الحظوظ العالية في البلدان الغنية من هم اقل حظا في البلدان الفقيرة وفي مجال التعليم والصحة على الأقل خاصة ونحن نواجه الكورونا الذي يجتاح العالم وكاننا في حرب حقيقية.
ومن هنا يقول تقرير لمؤسسة أوكسفام الخيرية أن القيمة الإجمالية لثروات 10 من الأغنياء قد زادت منذ تفشي وباء كورونا بقيمة 540 مليار دولار.
وقالت المؤسسة إن هذا المبلغ يكفي لحماية كافة سكان العالم من الوقوع في الفقر بسبب الفيروس، وتحمل تكلفة اللقاح للجميع.
وأظهر التقرير أن ثروات أصحاب المليارات عالمياً زادت بقيمة 3.9 تريليون دولار العام الماضي إلى 11.95 تريليون دولار، أي ما يعادل إجمالي ما أنفقته حكومات دول مجموعة العشرين على استجابتها للوباء.
ومن بين الرجال العشرة الأكثر ثراءًا – الذين زادت ثرواتهم بمقدار 540 مليار دولار منذ مارس/ أذار 2020- مؤسس موقع أمازون جيف بيزوس ومؤسس شركة تيسلا إيلون ماسك ومؤسس موقع فيسبوك مارك زوكربيرغ.