بقلم: يوسف زمكحل
خرج آلاف الأشخاص إلي الشوارع في فرنسا لتلبية الدعوة من ستين حزباً يسارياً وجمعية ونقابة تعبيراً عن عزمهم على التصدي لسياسة الرئيس ايمانويل ماكرون الذي تولى مقاليد الحكم منذ عام . وبدأت المظاهرات بالتجمع في شرق باريس كذلك في المدن الكبيرة وقال زعيم حزب “فرنسا الأبية” وهو (يساري راديكالي) جان لوك ميلونشون أنه يريد من هذه المظاهرات أن تكون بمثابة “ احتجاج كبير ضد ماكرون “ ويشارك ميلونشون في تظاهرة مارسيليا في جنوب البلاد . لكن ماكرون رد أن ذلك لم يوقفه وقا أن الإصغاء إلى الناس لا يعنى أن تكون ألعوبة في أيدي الرأي العام وأنا لن أحكم أستناداً إلى استطلاعات الرأي أو التظاهرات .. أما الأمين للحزب الشيوعي الفرنسي بيار لوران الذي خرج في التظاهرات الباريسية قال “ إذا لم تظهر البلاد قوتها أمام سلطة تتسم بهذا القدر من العنجهية والتسلط .. لن نتمكن من تحريك الأمور “ ، وأوضح أن الغضب الشعبي يتصاعد . ويأخذ معارضو ماكرون عليه القيام بإصلاحات في كل المجالات على حساب بعض الفئات الشعبية . وقال فيليب مارتينيز الأمين العام لنقابة الكونفدرالية العامة للعمل “ سي جي تي “ الذي يشارك في حركة الاحتجاج “ يقدمون الهدايا للأثرياء ، ويدعون إلى الإليزيه رؤساء مجالس إدارات مؤسسات لا تدفع ضرائبها وإلى جانب ذلك يجمدون رواتب الموظفين ويفرضون قيوداً على معاشات المتقاعدين “ .
وفي المقابل امتنعت النقابتان الوطنيتان الكبيرتان : “سي أف دي تي “ و”إف أو” عن المشاركة في التظاهرات رافضتين الخروج من المجال النقابي للمشاركة في تحرك يتخذ طابعا سياسياً . ولنفس الأسباب لن يشارك الحزب الاشتراكي في التظاهرات خلافاً للحزب الشيوعي وأنصار البيئة وحركة “أجيال” التي يرأسها المرشح الاشتراكي السابق للرئاسة بنوا هامون الذي سيشارك في التحرك .
وفي باريس انطلقت المظاهرات وسط مواكبة كبيرة من الشرطة ليتجنب التجاوزات التي يلاحظ ازديادها خلال المظاهرات في أنحاء البلاد . وفي الحقيقة أن الشعب الفرنسي لديه إحساس عميق بمفهوم الحرية وإيمانه بالقدرة على التغيير والتأثير بالرغم من مشكلة التجانس الثقافي للجاليات الأجنبية في فرنسا ومشكلة اليمين المتطرف . أما موقف الرئيس ترامب فكان موقفه يدعو للتعجب الذي ليس بجديد عليه فهو يستخف بالرئيس ماكرون وهو دائماً يريد أن يشعر الأوربيين بحاجتهم الدائمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية . وإلى اليوم لا أحد يدري هل سيرضخ ماكرون إلى مطالب مواطنيه أم سينتصر في معركته .. هذا ما سوف نراه في الأيام القادمة .