بقلم: هيثم السباعي
٣-٤. عصر الانحطاط (تتمة):
● في عام ١٥١٦ اقتحمت الجيوش العثمانية بقيادة سليم الاول شمالي سوريا فهرب المماليك بقيادة قانصوه الغوري في معركة مرج دابق قرب حلب وفي السنه التاليه احتل العثمانيون القاهرة ليبدأ العهد العثماني الذي شمل أغلبية الوطن العربي. يذهب الباحثون والمؤرخون في العهد العثماني الى ان النظام الطائفي في المشرق العربي تأسس وتوطد في ظل العثمانيين.
● بقي العالم العربي تحت الحكم العثماني أربعة قرون انتشر خلالها الجهل والمرض ومحاولات نشر الثقافه واللغه العثمانيه على حساب اللغة العربيه التي كادت أن تنقرض. وقاموا باشراك الشباب العربي في حروبهم مع الأوروبيين لحين وقوع الحرب العالمية الأولى التي انتهت بهزيمتها مع حليفتها ألمانيا ما أدى الى دخول الجيوش البريطانيه والفرنسيه الى مختلف الدول العربيه بمساعدة الشريف حسين شريف مكه وأولاده. وتقاسم المنتصرون المنطقه بمعاهدة سايكس- بيكو الشهيره واستعمروها الى أن نالت استقلالها بدءا من أواسط القرن العشرين ليبدأ عهد الانقلابات العسكريه الذي استمر الى يومنا هذا.
٤. الخطاب الديني:
يعاني اليوم المسلمون عامه والعرب خاصه ازمة سياسيه واجتماعيه خطيرة جدا. فقد ارتبط الاسلام بالارهاب وأصبح بعرف الدول الغربيه ان الاسلام = ارهاب وان كل مسلم يشكل مشروعا ارهابيا. هذه المعاناه سببها المتطرفون من كافة الأعمار والأمصار الاسلاميه.
واذا عدنا عدة عقود الى الوراء نجد أن القاعده شكلتها ودعمتها بالمال والسلاح ادارة المخابرات المركزيه للجهاد ضد الاحتلال السوفييتي لأفغانستان. كما أن الجهاد الاسلامي في مصر شجع على تشكيله الرئيس السادات لمحاربة التيار الشيوعي المصري بقيادة نائب الرئيس علي صبري.
عندما قام الشيخ أحمد ياسين بتأسيس حماس في غزه لم تلحظها فتح بقيادة المرحوم عرفات ولكن عيون الشين بيت كانت هناك الا انها التزمت الصمت ولم تعلم فتح بالتنظيم الجديد على مبدأ عدوعدوك صديقك وأن هذا التنظيم سيصطدم بفتح سياسيا وعسكريا في المستقبل وهذا يصب في مصلحة اسرائيل وكان ذلك.
أما الاخوان المسلمون أقدم التنظيمات الاسلاميه في عالمنا العربي فكلنا يعرف تاريخه ويتابع مايجري اليوم في مصر ومنا من يوافق على مطالبهم ومنا من يعتبرهم تنظيما ارهابيا يعمل تحت الأرض منذ تأسيسه منذ ثمانين عاما.
جل هذه التنظيمات، عدا حماس والاخوان المسلمون، انقلبت على مؤسسيها بحيث يصح القول ان السحر انقلب على الساحر.
نسمع ونرى اليوم ازدهار الدعوات السلفيه في الاذاعات وعلى شاشات التلفزه التي تشجع على تصفية اوطرد غير المسلمين واقامة الحد على المسلمين الذين لايتبعون تعاليمهم. والغريب أن الأصوات المعتدله والتي أمرها الله بالدعوة له بالحكمة والموعظة الحسنه اما صامته أوهناك من يسكتها حتى اختفت تقريبا.
يتهم الفيلسوف المعاصر الدكتور نصر حامد أبوزيد جميع رجال الدين الاسلامي بدون استثناء أنهم وراء تخلف الأمه العربيه ويحملهم مسؤولية ذللك بسبب تمسكهم بالحاكميه أي “تحكيم النصوص” الذي يتركنا نقبل بالتفسيرات التي صدرت في القرون الماضيه مما يبقينا في تخلف دائم.
ان الدين الاسلامي بنظر أبي زيد دين متحرك وليس ثابت لأن آيات القرآن الكريم (النصوص) يمكن تفسيرها حسب المكان والزمان التي جرت فيهما نتيجة حادثة معينه. كما أنه لايقبل بالغاء العقل، منتقدا رجال الدين بتكفير من يخالفهم قائلا:
التكفير سلاح فعال في واقع يعاني أغلب أفراده من الأميه التعليميه ويعاني أغلب متعلميه من الأميه الثقافيه. وكثيرا مايستسلم بعض العقلانيون لابتزاز هذا السلاح فيلجأون الى التقيه والمصالحه مع الخطاب الديني وهو موقف خطير في مغزاه وفي النتائج التي يؤدي اليها.
(يتبع)