بقلم: نضال الصباغ
جميعنا نعلم ما هو التطوع و كم هو ذو فائدة كبيرة للشخص المتطوع و المتطوع لأجله بحيث يقوم مشروع التطوع على تقديم المساعدة بمختلف أنواعها دون مقابل و هذا ما يجعل من التطوع أمراً مميزاً جداً رغم أن هناك العديد من الأشخاص لم يطلع على هذه الثقافة بعد .
ثقافة التطوع هي القيام بمبادرة ذاتية على تقديم ما نستطيع دون انتظار المقابل و دون النظر إلى العائد من وراء هذا التطوع لأن هذه الثقافة هي جزء من ثقافة العطاء .
منذ زمن ليس بالبعيد و تحديداً في حارتنا القديمة في أحد أحياء مدينة حلب القديمة شهدت أول حالة تطوع و من خلالها تعلمت هذه الثقافة المميزة جداً ، القصة باختصار أننا كنا نسكن بجوار عائلة مكونة من خمسة أفراد أب و أم و لديهم ثلاثة أطفال أصغرهم عمره سنة و أكبرهم عمره سبع سنوات و أما الأبنة الأوسط فعمرها أربع سنوات و كنت بعمر العشر سنوات وقتها و كنت أشاهد فرحة جيراننا بأولادهم و صوت ضحكاتهم الذي يملئ الأرجاء و لكن و في يوم تحولت تلك الضحكات إلى صرخات عالية ألمت كل من سمعها و فقدت تلك العائلة الأب الذي كان بحسب علمي موظف في احدى الدوائر الحكومية و تلك الفترة كانت بداية تعلمي لثقافة التطوع و العطاء لأنني شاهدت جميع الجيران يعملوا على تقديم المساعدة الممكنة لهذه العائلة بعد وفاة والد الأطفال و تعلمت وقتها أن تقديم العون لا يكون فقط بالمال أو الأشياء بل يمكن أن يكون بالتطوع و القيام بما يلزم لسد حاجة المحتاج، و بكل أمانة اللحظة القاسية علمتني الكثير
و وضعتني على طريق أحب السير فيه الأن و هو طريق الخير و المحبة .
هناك شيء تشعرون به بداخلكم عندما تقوموا بالتطوع و تقديم المساعدة للغير دون انتظار مقابل أو عائد ، انه شيء مميز يريح صدوركم و يجعلكم تبدؤا يومكم بالمحبة و السعادة ، دعونا نعمل على حفظ هذه الثقافة و لنقوم بتعليمها لأطفالنا و لأجيالنا القادمة فهم بحاجة اليها كثيراً .