بقلم: عزة الدريدي
ليست عرّافة ولا قارئة فنجان، تلك المرأة التي قالت يوما بأنّ المنطقة العربية ستزول بالكامل. إنّها هيلين إيميليا توماس،عميدة مراسلي البيت الأبيض وأول امرأة تتولى منصب رئيس نادي الصحافة الأمريكي . لقد فجرت هذه المرأة قنبلة تضاهي في حجمها، القنبلة التي فجرتها هيلاري كلينتون في كتابها «خيارات صعبة» والدي هو عبارة عن مذكرات لوزيرة الخارجية الامريكية السابقة ، اطلقت فيها صاروخ توماهوك باعترافها ان تنظيم داعش، صناعة أمريكية لتقسيم الشرق الأوسط ، وبأنهم هم من انشئوا ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام . اذا وكما سبق فان هيلين توماس التي احتفل نادي الصحافة الأمريكي القومي في يوليو الماضي ، بالذكرى الثانية لرحيلها ،.تعتبر اجرأ صحفية في تاريخ الصحافة الامريكية . كيف لا وهي ، رغم معاصرتها لأهم رؤساء أمريكا وتغطية نشاطاتهم ، تجرأت على رفض مرافقة الرئيس جورج بوش تعبيرا عن رفضها لتصريحاته عن كون أن حربهم في العراق ، هي من اجل الله والصليب ، معقبة ان هذه الحرب ليست ابدا من اجل الله ، بل من أجل الشيطان . ومن غريب الأمور ان تدعو صحفية أمريكية الى ضرورة التخلص من سيطرة الولايات المتحدة الامريكية من سيطرة الصهاينة، ليس على الصحافة والإعلام فقط ، بل وعلى البيت الأبيض أيضا. ومن غرائب الأمور أيضا، أنها كانت تؤمن بان فلسطين محتلة وتنادي بضرورة حزم الإسرائيليين لأمتعتهم وترك الأرض لأصحابها. أوليس من المدهش ان تبكي أمريكية فلسطين، في حين يبكي بعض من يسمون انفسهم زعماء، من قتلوا أطفالنا واغتصبوا أراضينا وشردونا وهجرونا ومنعونا من حق العودة الى ديارنا؟ أوليس غريبا ان تأتي الدعوة الى ضرورة استقلال فلسطين، من صحفية أمريكية في حين تأتي بعض الأصوات متعالية بالدعوة الى حد الخنوع والاستسلام ورؤية ان الحل الوحيد للخروج من الازمة والعيش في سلام هو الوصاية؟
لقد أعاد نادي الصحافة، نشر كلمات هيلين توماس التي نشرتها مند عامين، وهذه مقتطفات منها : «إني أرى بوادر حرب عالمية ثالثة، طبخت في مطبخ تل ابيب ووكالة الاستخبارات الامريكية …والشواهد عديدة.
اول خطوة ، ظهور تنظيمات إرهابية بدعم امريكي…لا تصدقوا ان واشنطن تحارب الإرهاب،لأنها دمية في يد السي أي إيه… انهم يقولون انهم يحاربون الإرهاب نيابة عن العالم ، وهم صناع الإرهاب . والإعلام يسوق أكاذيب لان من يمتلكه هم الإسرائيليون .»
وقالت أيضا ان الدول العربية لن تعود كما كانت ، وسوف تزول دول وتتغير حدود دول موجودة»…ولعل ما يحصل اليوم من احداث دموية وانتهاك لأبسط حقوق الانسان في العيش، هو اكبر دليل على صدق كلامها . فمن اين لعصابات من الهمج المرتزقة من الدواعش ، كل هذه الإمكانيات الضخمة ؟ هل كان بإمكانهم الحاق كل هذا الدمار بأمتنا وتوجيه كل هذه الضربات الموجعة، لعدد من بلدان العالم ابتداء من العراق، وليبيا وسوريا ..حتى باريس وبلجيكا، دون ان يكون هناك من يقف وراءهم، ويدعمهم بالسلاح والمخططات الشيطانية والدموية؟
سلام على روحك «هيلين توماس» ونوما هادئا يا عرب.