بقلم: سليم خليل
عن صحيفة الجارديان البريطانية
الجندي الألماني – هينريك ستانماير – تشكر سكان قرية – كومري – في اسكتلندا/ بريطانيا لمعاملتهم الإنسانية في أصعب أيام حياته عندما كان أسيرا في الحرب العالمية الثانية ووهب ثروته لخدمة المسننين في تلك القرية الاسكتلندية .
إنها قصة حقيقية ودراما مفرحة من الحرب العالمية الثانية.
كان يحارب مع الجيش الألماني في فرنسا عندما أسرته جيوش الحلفاء ونقلته إلى معسكر/ سجن في قرية – كومري – عام ١٩٤٤ . في باحة السجن ووراء الأسلاك الشائكة كان يتحدث مع شباب وفتيات من القرية وأعلمهم بأنه لم يشاهد في حياته
مشاهد من الصور المتحركة – فيلم سينما – ونتيجة اللقاءات المتعددة من خلف الأسلاك الشائكة ولدت علاقات ود وألفة وصداقة كانت نتيجتها المغامرة من شباب وصبايا القرية وأن يحفروا نفقا يتسلل منه الأسير الألماني ليمضي بعد الوقت حرا مع شباب وشابات القرية وليشاهد الصور المتحركة وليعود إلى سجنه متخفيا دون ملاحظة الحراس .
أحد أصدقائه في القرية يدعى – جورج كارسون – توفي قبل وفاة الألماني – هنريك – بأسبوعين ؛ تحدث إبن كارسون مع إذاعة BBC موضحا أن والده ووالدته وكافة تلاميذ مدرسة القرية أصبحوا أصدقاء الأسير وأن إحدى الفتيات كانت تحضر لباس المدرسة لأخيها ليتخفى الأسير بلباس التلاميذ ويمضي معهم أجمل أيامه وذكرياته .
في شهر حزيران ١٩٤٥ نقل الأسير إلى معسكر آخر في اسكتلندا في قرية – كيثنيس – ثم إلى معسكر آخر، حيث درست وضعه سلطات الجيش البريطاني عام ١٩٤٨ وأطلق سراحه في ذات العام ليعود إلى بلده ألمانيا وهو شاب بعمر ٢٣ عاما .
لم ينس الجندي الألماني الود والمعاملة الإنسانية في قرية- كومري – في اسكتلندا وبقي يتردد طيلة حياته إلى تلك القرية ليلتقي الشباب والفتيات الذين غامروا وساعدوه ليتسلل إلى القرية ويمضي معهم بعد الوقت ثم يعود متسللا
إلى سجنه .
في عمله طيلة حياته في ألمانيا جمع ثروة تعادل ٣٨٤ ألف- ثلاثماية وأربعة وثمانين ألف جنيه إسترايني- ؛ ووهب في وصيته كامل هذه الثروة لتصرف على خدمة المسنين في قرية – كومري – في اسكتلندا .
وافته المنية عام 2014 وأوصى أن يفرش رماده في باحة السجن / المعسكر في اسكتلندا حيث أسر ووجد حنانا وإنسانية ولطف معاملة لم يكن يتوقعها من أعداء أسروه ويمكن أن يكون مصيره الإعدام .