بقلم: يوسف زمكحل
لا أدري إلى متى ستعيش مصر نيران الفتنة الطائفية التي ممكن أن تحرق الأخضر واليابس ؟ وإلى متى سيظل المسيحيون في مصر يعانون الاضطهاد بحرق منازلهم ونهب أموالهم وترهيبهم وكل هذا يحدث والدولة تقف موقف المتفرج أما القانون فهو في أجازة ومصر لا تستفيد ولا تتعلم من تجارب الدول التي ضربتها في مقتل مثل هذه الفتن ودفعت الثمن غالياً من انهيار اقتصادها وتأخرها عشرات السنين ولا أدرى لماذا أشعر بارتعاش يد الدولة وهي تواجه مثل هذه الأحداث وهي تدَّعي دوماً بأنها تحارب الإرهاب وهي فعلاً تحارب الإرهاب وتقتل الإرهابيين ولكن في نفس الوقت هي لا تحارب الفكر الذى دعى إلى القتل والحرق والنهب فهي تترك بعضاً من شيوخها الذين خرجوا عن صحيح الدين ينشرون فتاويهم عبر الفضائيات وعبر الإنترنت والفيسبوك والتي تدعو إلى قتل المسيحيين الكفار من وجهة نظرهم وتسمح باستمرار تدريس بعض المناهج التي تدرَّس في جامعة الأزهر وتحرض صراحة على قتل القبطي وتكفيره ونهب أمواله وأتعجب كل العجب فالرئيس السيسي دعى أكثر من مرة إلى تصحيح الخطاب الديني ولكن لا حياة لمن تنادي . وفجأة تجد أحداث دمشاو بمحافظة المنيا قد حدثت لأن بعض المسيحيين أرادوا أن يصلوا إلى الله فكانت الكارثة فهم بذلك يعرضون الأمن القومي المصري للخطر من وجهة النظر الأمنية والقائمين على الأمن وهي وجهة نظر تثير الاشمئزاز وعيب أن يكون هذا مستوى الفكر الأمني في مصر صاحبة التاريخ العريق .
أرجوكم كفاكم استخفافاً للأمور لأن زمام الأمور ممكن أن يفلت من أيديكم وتكون الخسائر أكثر فداحة ووقتها ستكون أنهار الدماء ممتلئة بجثث الضحايا الأبرياء ثم كيف تدّعون إلى الاستثمار في مصر وتقيموا المشروعات التي تهدف إلى تقدم مصر والتقدم لا يقاس بالمشروعات التي تقام إنما بوعي مواطني الدولة وتنفيذ القانون بحسم وحزم ومصر لن تتقدم طالما هذا الفكر يعيش بين بعض من أبنائها المغيبين عن الوعي ولن تتقدم أي دولة والقانون غائب لديها والغلبة فيها لأصحاب الأفكار الوهابية العفنة التي تعيق أي تقدم ويحاولون نشر أفكارهم الهدامة بكل الوسائل المتاحة وغير متاحة . مصر كلها يجب أن تنتفض لكي تتخلص من هذا الوباء القاتل الذي يمحو في لحظة فارقة تاريخ سبعة آلاف سنة من الحضارة ويجب أن ينتفض في البداية كل رجل دين والمعلم والمهندس والطبيب والضابط والجندي وكل المجتمع ليلفظوا هذا الفكر الذي يمكن أن يدمر مصر التي نحبها ويعيدها هذا الفكر الإجرامي المريض إلى عصور الظلام.
وأخيراً أرجو أن تفوق بلادي سريعاً من هذه الغيبوبة قبل أن تتحول دمشاو وتصبح مصر كلها داعشاو وليس دمشاو وحدها نسبة إلي داعش والعياذ بالله ..