بقلم: هيثم السباعي
لاأريد من أي من السيدات والسادة الذين يتفضلون بقراءة هذه المقالة أن يفكروا ولو للحظة واحده أنني موافق على القتل بأي شكل من أشكاله، بشكل عام، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ بشكل خاص، حتى قتل الحيوانات، إذا لم يكن دفاعاً عن النفس لاأقره بل أستنكره.
الموضوع الذي نحن بصدده اليوم يجبرني على إجراء هكذا مقاربات بهدف المقارنه فقط، لذلك أرجو من القراء الكرام التحلي بالصبر لقراءة المقالة حتى النهايه.
١. كاثرين ليمانسكي سيدة أميريكية من كارولاينا الشمالية، أزعجها عواء كلبها في العام الماضي فأغلقت فمه بشريط لاصق وأخذت صوره له ونشرتها على موقع التواصل الإجتماعي الخاص بها، لمدة ثوانٍ معدودة حسب إدعائها مع تعليق “هذا مايحصل عندما لاتصمت”.
تسبب هذا التصرف بغضب شديد من قبل مئات الآلاف من الذين شاركوا بنشر الإعلان المذكور (البوست) ونشرت الرعب بين سكان المنطقة. بإختصار حكمت عليها المحكمة بتهمة القسوة ضد الحيوانات بالسجن ستين يوماً مع وقف التنفيذ وسمح لها بالإحتفاظ بالحيوان حسب تقرير الشرطه بعد زيارتها في البيت للتأكد من حسن معاملة الكلب.
٢. في نيسان (أبريل) الماضي، أصيبت سيدة أوسترالية في مدينة جبل عيسى، في مقاطعة كوينزلاند بإضطراب شديد عندما مررت خطأً آلة قَص العشب فوق ضفدع أخضر أدت إلى إصابته بجرح بليغ في ظهره. طلبت المساعدة فحصلت عليها من محبي الحيوانات الذين عملوا على نقل الضفدع المصاب جواً عبر المقاطعة لإيصاله إلى مدينة “كيرن” حيث يوجد مستشفى للضفادع لإنقاذ حياته، إلا أنه أصيب بإلتهاب خلال نقله.
بإختصار، تمت معالجة الضفدع المذكور من جروحه ومن الإلتهاب وأعيد إلى بيئته الأصلية.
٣. بتاريخ ٢٨ أيار (مايو) الماضي سقط طفل، عمره ٣ سنوات في قفص غوريلا في حديقة حيوان مدينة سينسيناتي الأميريكية في ولاية أوهايو. خاف حراس الحديقة على حياة الطفل عندما بدأ ذكر الغوريلا سحبه من ثيابه فأطلقوا النار عليه وأردوه قتيلاً.
‘هارامب’ الغوريلا (الشهيد) من النوع النادر في طريقة إلى الإنقراض، يعرف بالغوريلا ذو الظهر الفضي. أثار قتله غضباً عارماً لان رواد الحديقة يحبونه كثيراً وبدأوا يتساءلون لماذا لم يخدره حراس الحديقة بدلاً من قتله. الحراس متأكدون أن التخدير سيستغرق وقتاً طويلاً نسبياً قد يعرض حياة الطفل للخطر.
لايزال الموضوع يتفاعل بين محاكمة الوالدين وإيقاع اللوم على حراس الحديقة وإدارتها، لتحديد المُسبب الذي لايهمنا في موضوع اليوم.
لاحظت منذ فترة أن الإعلام الغربي وحديثاً مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحده ومنظمات حقوق الإنسان غير الحكومية تركز على إتهام السعودية بإنتهاكات حقوق الإنسان في اليمن وتتسبب بقتل الأطفال ويطالبون بتجميد عضويتها في مجلس حقوق الإنسان.
لست هنا بصدد الدفاع عن السعودية، كما أسلفت في بداية هذه الخاطرة لأنها ليست بحاجتي للدفاع عنها من جهة ولست موافقاً على حربها في اليمن ولاعلى بعض ممارساتها السياسيه أومعالجتها لبعض مشاكل المنطقة، من جهة أخرى. ولكن هل الحوثيون في الطرف الآخر أبرياء أم هم ضحايا ونحن لانعلم؟؟ أليسوا شركاء في قتل المدنيين والأطفال اليمنيين.
لماذا هذا التضليل؟ ثم هؤلاء الذين يتعاطفون مع الحيوانات كما رأينا قبل قليل ويصبون جام غضبهم على السعودية، اليوم. أليسوا المصدرين الرئيسيين للأسلحة إلى كل الأطراف المتحاربة حول العالم؟؟ ألم يساهموا أنفسهم بشكل مباشر وغير مباشر بقتل أطفال اليابان وڤييتنام وكوريا وكمبوديا وحديثاً الفلسطينيين وأطفالهم منذ عقود، أم أصبحت هذه من القرن البائد، لاداعي لذكرها؟؟؟ ماذا عن أطفال العراق من عام ٢٠٠٣ حتى اليوم، نساء الفلوجة لازلن حتى اليوم يلدن أطفالاً مشوهين بسبب إستخدام قنابل اليورانيوم المخفف ضد مقاتلي القاعدة، ألم يساهموا بقتل أطفال سورية وأفغانستان والصومال وليبيا أليسوا سبب مجاعة مليون طفل في جنوب السودان والمساحة تعجز عن ذكر القائمة بكاملها. كل هذا والمسؤولون الغربيون والشرقيون وحتى العرب يتعامون مع الإعلام عن هذه الحقائق المخجلة.
ألا يكفي تضليلا وكذبا وتدليسا والأهم الإستخفاف بعقولنا. ولكن العتب لايقع عليهم، أقصد الغرب والشرق معاً، بل يقع علينا وعلى قادتنا لأننا نحن لانحترم أنفسنا، فكيف نطلب من الآخر أن يحترمنا؟؟؟
قبل تعليق عضوية السعودية من مجلس حقوق الإنسان يجب إتخاذ مثل هذا الإجراء ضد الولايات المتحدة وحلفاءها.
يوجد اليوم أكثر من ٦٣ مليون لاجئ ونازح حول العالم نصفهم من الأطفال المهملين من كافة المجتمعات.