بقلم: يوسف زمكحل
مازالت بعض الدول الكبرى تتخيل نفسها وكيل الله على الأرض وحارسه الأمين المسئول عن كل مواطن على وجه البسيطة والحقيقة أني صدمت عند سماعي خبر طرد المملكة السعودية للسفير الكندي بعد انتقاد وزارة الخارجية الكندية للمملكة السعودية بسبب قبضها على ناشطات سعوديات والسؤال الآن إذا كانت المملكة تقمع الحريات ويحكمها نظام مستبد من وجهة نظر كندا فلماذا تسمح لنفسها بإقامة سفارة على أراضيها وتقيم معها علاقات سياسية وتجارية ؟ فلماذا لم تأخذ موقف معها بل على العكس زادت من علاقتها مع المملكة تجارياً ويبدو أن موضوع القبض على ناشطات سعوديات وهو ما أشعل شرارته منظمات حقوق الإنسان والتي باتت في الآونة موقفها يثير الشبهات فهذه المنظمات تمولها قطر وما أدراك من هي قطر فهي التي تدعم الإرهاب في مصر وسوريا وليبيا واليمن وحدث بلا حرج كما أن قطر اليوم على خلاف كبير مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الأمر الذي جعل هذه الدول وكثير من الدول العربية يقاطعون قطر سياسياً وتجارياً والجدير بالذكر وليس الحصر أن منظمات حقوق الإنسان وكندا والغرب كله أصبحوا يغضوا البصر عن ما يحدث في تركيا وقبض نظام أردوغان على آلاف الأشخاص بدون وجه حق والأكثر أمر إثارة للدهشة والتساؤل هو أين كانوا عندما أعتدى رجال الإخوان المسلمين في مصر على كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس أيام حكم الرئيس المعزول محمد مرسي ثم إشعال الحرائق في أكثر من ثمانين كنيسة بعد فض اعتصام رابعة العدوية بواسطة قوات الأمن وأين كانوا عندما حاصر بلطجية الإخوان المحكمة الدستورية العليا ومدينة الإنتاج الإعلامي وأنا على ثقة أن كندا التي تؤمن بحرية الراي وتدافع عن الديمقراطية لن تقبل إذا انتقدت المملكة السعودية أي شئ يحدث على أراضيها . أن التدخل في شئون الدول بات أمراً سخيفاً وخصوصاً إذا كانت وراءه نيات مبيتة وأهواء ومصالح سياسية ، ونحن نعيش القرن الواحد والعشرين لا يليق بدولة في مكانة كندا أن تتدخل في شئون أي دولة حتى لو كانت هذه الدولة مرتعاً للظلم والديكتاتورية وكفانا ما جرى في العراق وسوريا وليبيا واليمن وبحور الدم التي سالت والملايين الذين شردوا في معظم بلاد العالم ويقيمون الآن في مخيمات بحجة فرض الديمقراطية . أن موقف المملكة العربية السعودية برغم اختلافي معها في بعض القضايا إلا أني أحترم قرارها بعدم السماح لأي دولة بالتدخل في شئونها الداخلية والوحيد الذي له حق الانتقاد لحكومتها ونظامها هو شعبها فهو سيد القرار وصاحب القرار الوحيد يا مستر ترودو !