بقلم: خالد بكداش
يعيش اليوم في القارة الأوروبية أكثر من 15 مليون مهاجر و لاجئ قدموا إليها من دول الشرق الأوسط و إفريقيا هرباً من الأحوال الاقتصادية و الحروب التي دمرت ممتلكاتهم و شردتهم عن أهلهم
و أقاربهم و أصدقائهم .
يعيش هؤلاء النازحين و الهاربين من ويلات الحروب العاصفة في بلادهم بأجواء آمنة و بكرامة لطالما حلموا بها .
يكفل القانون في دول الاتحاد الأوروبي الحياة الكريمة لكل لاجئ حصل على قرار الإقامة على أراضيه
و يمنحه حقوقه كاملة و من أهمها التمتع بكرامته و حريته دون المساس بعقيدته أو دينه أو عاداته و تقاليده على أن لا تتعارض هذه الحقوق مع حقوق الآخرين أو التأثير على أمن دول الإتحاد .
حق الكرامة و الإنسانية التي حصل عليها اللاجئ في هذه الدول لم يكن موجوداً في قاموس حكامنا العرب أو مجالس الشعب التي ينتخبها أفراد الشعب ، بل هذا الحق هو مكفول فقط للمسئولين و لأفراد عائلاتهم
و للمقربين منهم .
في بلادنا لا وجود لكلمة عدالة ابداً و إن رأيتها قد كتبت في مباني القضاء فلا تستغرب ذلك فهي فقط للزينة
و للتجميل العمراني ..
لا يحصل أفراد الشعب أو كما يطلق عليهم ( العامة) على أية حقوق كتبت في الدستور العام للبلاد .. ولا يحصل ( العامة ) على أي امتيازات من شأنها أن ترفع من مستواهم الاجتماعي و المادي .. بل يقضي الفساد عليهم و على أي مصدر رزق لهم .
تعيش بلادنا على الدعاية الكاذبة التي تقول أن التعليم مجاني و أن المشافي مجانية و غيرها من الإعلانات التي يكون غلافها مغايراً لمضمونها .
التعليم في بلادنا أيها السادة مبني على الدروس الخصوصية في المرحلة الأساسية من التعليم و حتى الوصول إلى الجامعة تكون أنفاس رب العائلة قد بدأت بالتلاشي .
الصحة في بلادنا ليست لكل الشعب بل هي لجميع أفراد الشعب الذين لهم ( واسطة ) للدخول لهذه المنشآت و الاستفادة من خدماتها الصحية .
في بلادنا يموت المرء كل يوم بسبب بطش و فساد الحكومة و دائرتها الأولى .
في بلادنا يموت المرء كل يوم بسبب جشع التجار و احتكارهم للمواد الأولية .
في بلادنا يموت المرء كل يوم بسبب عملاء يرتدون قناع الحكام .